الأحد، 3 سبتمبر 2023

عرض سيرة الأمهات وزيادة

 


 

"فكرة المنتجة المبدعة د.فوزية أبوخالد التي تستهل حديثها الرصين،الأنيق"العمل على كتاب يدون سيرة 

الأمهات كانت تراودني منذ نعومة أظافري حتى بدأت الكتابة في الرابعة عشرة، إن لم أعترف أن الفكرة 

لم تكن وحي الخاطر ولا خلاصة الثقافة الكتب وقراءاتي السوسيولوجية والأنتروبولوجية،ولكنها كانت 

من قبل ومن بعد خميرة رمتها نورة أمي في تربة طفولتي فتراكمت في وجداني وفكري"ص17

 

"حين تقرأ  كتاب  سيرة  الأمهات  فإن أول ما يخطر في ذهنك هو: ليتني شاركت بالكتابة معهم عن أمي.لكن لا تقلق، فكل هؤلاء الخمسة وخمسين كاتباً قد كتبوا عن أمك." د.زياد الدريس مجلة اليمامة.

 

اقتنص الفرصة في خط الكلمات للإشارة عنها بوقفات معطرة الذكريات.نصوص "سيرة الأمهات" ولدت الحنين,حفزت الذاكرة,رغبة التوثيق الاجتماعي,57 رافد اتقاطع مع بعضهم بالحقبة التاريخية ذاتها في سردخفي من الذاكرة البعيدة التي اوقظت ماضي الطفولة عن جدتي منيرة

(غفر الله  لها) والتي ولدت وترعرعت  في محافظة رنية التابعة لمنطقة مكة المكرمة، هي ابنة باديتها حيث اقترنت بجدي محمد ابن الأسرة المتحضرة المنحدرة من قبيلةنجدية عريقة، فتكونت عائلة مطمئنة من خمسة أرواح(ابنين وثلاثة بنات).

أضاءات أعرج في بدايتها على جدي (رحمه الله)  الذي يشترك بالخصال الحميدة مع أفواج من الناس عامة وهي من شيم العرب خاصة اشتهر بإكرام الأضياف التي أورثها إلى أبناءه. وجدتيعُرفت في العطايا للأقارب والمعارف والصدقات للفقراء. وأحب مشاركة فضيلة نادرة وهي الشفاعة الحسنة التي تُطلبُ منها من الناس في معاملاتهم وقضاء 

حاجتهم في كافة القطاعات الخدمية التي تطلبها من زوجها الجد(رحمه الله) المسؤول الحكومي والوجيه، 

منطلقها في ذلكرقة إحساسها الإنساني وطمعاً بالأجر الألهي, وكذلك استمرت على هذه

 العادة التي تمارسها بسعادة من ابنيها والدي إبرهيم وعمي سليمان (رحمهما الله) التي حرصت على إتمامها تعليمهما حيث ظفرا  بالدرجة الجامعية. وهي الأمية والمؤمنة في رفعة العلم، من يومياتها ملازمة المذياع من البرامج التي تقدرها

"نور على الدرب" وتستشهد بفوائده وتنشرها سلوكاً تربوياً بالفطرة.

"يوميات أم حديجان" الترفيهي الاجتماعي الهادف.

 

تطبعت البداوة في مرونة التنقل ،الصبر الأصيل، الذي استثمرته لاحقا في مرافقة زوجها في مناطق المملكة الشاسعة الأرجاء( الغربية والشرقية والوسطى والشمالية) لحاجة عمله وطبيعته, ومقدرة مشقة المهمات الوطنية الموكلة لهحيث كانت تزهو بحبه وتفخر به.

كانت طاقة الطيبة الفواحة في مجتمعها القريب ، دائمة الذكر  والدعاء لنا، تدين القلب الأبيض السليم ،قدر العلم الديني اليسير،وإيمان اليقين .

البئرالمتجدد بالقصص الشعبية،سرد العبر الشخصية، عرض القصائد النبطية التي تحفظها.

 هي النخلة النضيدة في (شموخ الانتماء الوطني،الظل الحنون،رطب الهدايا)

 

تبرز الشجاعتين في ثنايا حكاية الارتباط بشريك حياتها وسريانها بالسرور والاحترام.

"الشجاعة الاجتماعية  هي القدرة على المخاطرة بالنفس أملاً في تحقيق المودة التي تقتضي المكاشفة.

 والشجاعة الخلاقة هي اكتشاف أشكال جديدة ونماذج يشيد عليها المجتمع" 

د.رولو ماي ,عرض أ.حزوا العجمي في أمسية صالون ضاد الأدبي.

 

الرأي:

-ذكاء فكرة الإصدار وطبخه على سنوات طويلة إلى نضوجة بكل هذا البهاء الباهر.

-مقدمة دراسة تحليلة تخصصية,رائعة الأفكار.

-باعث كتابة "الكتابة بحبر الحياة "الأم الشريفة نور(رحمها الله)

-اختارت القصص المرفقة وفق المواقف الكفاح وبيئات الصبر، وجدت 

صعوبة بالغة في الاقتباس من النصوص لجمالها الساطع وتأثيرها .

-نقل كل هذه العواطف الجياشة من القلوب والكلام إلى الكلمات المكتوبة.

-صناعة الإبداع والمهارة العلمية، الأمهات لها أدوار فيها سواء  أكانت متعلمة أم غير متعلمة.

-المشاعر والعطاء المتدفق من الأمهات إلى أبنائهم وبناتهم يمدهم بالقوة والمرونة لمواجهة مصاعب الحياة.

توثيق ولادة المجتمع السعودي بأطيافه وتحولاته من البداوة إلى الحداثة النفطية كما أوردها في تقديمه 

أ.عبدالعزيز الخضر.

-المادة شعرية اللغة من الأدباء المشاركين, يصنف في حقل الأمومة الجديد المتفرع عن علم الاجتماع.

-تجليات فلسفية عن تفسير تضحيات الأمهات في أعين أبنائهم وبناتهم.

- جو الدفء الأسري الذي ينشر الطمأنينة والراحة حيث مساهمة الأمهات أصيلة فيه.

-البيئات المختلفة (البادية-القرية- المدينة) التكيف معها هائل وسريع ومذهل ساعد على تقوية العلاقات بين أفراد العائلة.

-إظهار دور الأمهات من الظل إلى النور.

-طبقت الأمهات "هرم ماسلو" عمليا بالسليقة.

-إعادة تأسيس ثقافة العلاقات الاجتماعية الصلبة في زمن السيولة. 

 

-نُقش الإصدار في عدة قنوات منها إذاعة UFM استعرضه أ.خالد الباتلي حوار أ.دلال المحمد. وإذاعة الرياض برنامج مرايا إعداد أ.بندر الهاجري،حوار د.جميلة هليل مع

 المؤلفةد.فوزية أبوخالد والأدباء(د.سعد البازعي،د.فوزية البكر،أ.عبدالله الصيخان،أ.عبدالعزيز العيد،

أ.سارة الرشيدان).وأخيراً لقاء مع الكاتبةقناة روتانا خليجية برنامج سيدتي.

 

مراحل التأليف المتنوعة:

هاجس الكتاب في عدة مراحل من حياتي وفي حالات متعددة وبأشكال مختلفة،وكأن سيرة الأمهات قضيتي الأولى أو قصيدتي الأخيرة.

 

1-المرحلة الرومانسية:فكرة رومانسية التربية والعطاء.

2-المرحلة التقديسية:الحلم بالكتابة عن الأقدام التي تحتها الجنة.

3-المرحلة التمردية: المناكفات التي تدور بين الأمهات وبنات وأبناء بروح

 مرحة أحياناً وبروح تتراوح أحياناً أخرى بين الدالة إلى السلطوية.

4-مرحلة التماهي الوطني: ما الوطن غير كرامة الأم وكرم الأمومة وكرومها.

5-سير الأمهات بعين التسأول: هل يمكن كتابة سيرة الأمهات بعين الرضا؟

6-سير الأمهات كتخصص علمي جديد:يوجد جهود أكاديمية في التأسيس من ثلاثين عام.

7-سير الأمهات من الأسطرة والمسلمات إلى الحفر السوسيولوجي المعرفي: هذا مما قد يفتح الباب لقراءات

 مستقبلية في (الأرث الأسطوري المجهولأو المنسي) للأمهات لأنسنته وإحيائه على المستوى 

سوسيوإبستمولوجي.

8-التنظير النقدي: مفهوم الأمومة "كمؤسسة وكتجربة وكهوية".

9-سير الأمهات بين جدل الذات والموضوع".    مقدمة المؤلفة.

 

 *من الاقتباسات الأساسية:

 

1-أمي التي لم تنصحني بشيء

"هي أمي أ.د نورة الشملان سيدة في شغفها العلمي وفي شغفها الأسري وفي شغفها الحياتي.فرغم مشاغلها 

العلمية واهتمامتها العصرية تحمل داخلها صفات الأم التقليدية.كانت تصطحبنا للندوات التي تحضرها.

لم تنصحني أمي بشىء,واكتفت أن تكون قدوة..فتعلمت منها كل شىء!"

أ.لينا السليم.

  

2-مجيد ولد نجات

"أتذكر حضورها البهي عن يميني وعن يساري وخلفي وأمامي وأنا أتقدم لمسابقة (أنا أقرأ) بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي (إثراء) وكيف كانت فرحة كطفلة بفوزي وخجلها وأنا أقوم بتقديمها 

للكاتب الأرجنتيني الكندي البرتو مانغويل: بجملة هذه قارئتي الأولى والأخيرة ومن علمتني القراءة والكتابة وهي لم تذهب إلى المدرسة"

أ.عبدالمجيد الصيعري.

 

3-لغيرها عاشت نورة

"وقفات سريعة عن الأم الجميعة الخيرية المنتقلة:

*طبيبة نفسية لأسرتها ومعارفها وجيرانها حيث تحل لهم المشاكل أسرية 

أو اقتصادية أو صحية أو اجتماعية.

*روضة أطفال لأبناء معارفها,حيث تعمد بعض الأسر إلى ترك أولادهم عندها أيام الحج.

*أم لليتامى من الأرقاب وغير الأرقاب.

د.لطيفة العبداللطيف.

 

 

4-خزامى العمر وحكاية الصحراء

"تحكي أمي عن الصحراء وفق مرويات أهلها وذاكرتها الطفولية:النساء كن يصنعن خيامهن ويتعاون لإنجاز العمل , يحطبن ويروين الماء,وهن شريكات للرجال في صنع الحياة"

 

"القلوب التي شكتلها الصحراء والمدنية معاً لم يتملك أدوات السؤال

 للحداثة ولم يحاولوا شق المعنى بفلسفات مطولة,كانوا يتعاطون الحياة

 التي تتعقد مرة تلو مرة برحابة الصحراء يتكيفون بطريقهم ويأخذون

 ما يكفى لمداراة المدينة وينغمسون في معانيهم الخاصة" 

أ.نوير العتيبي.

 

5-العاشقة رجاء بين ثنائية الأخذ والعطاء

"حصلت على الشهادة المتوسطة بدراسة سنة واحدة تتكثف فيها المواد 

السنوات الثلاث مجتمعة.

-ساندها زوجها بقوة لدراسة المرحلة الثانوية اختارت القسم الأدبي.

-صار الحلم باتساع الأفق,فسجلت في كلية الآداب قسم اللغة العربية عام 1398 هـ.

-انهت رجاء البكالوريوس في أربع سنوات رغم تحملها مسؤوليات

(الزوجة والأم وخمسة أطفال) متقدمة على زميلاتها حققت الأولى بتقدير 

امتياز مع مرتبة الشرف الأولى.

-حصلت على الماجستير عام 1406 هـ عنوان الرسالة

(شعر الأسرة في العصر الاموي).

-حصلت على الدكتوراه عام 1415 هـ عنوانها

(أدب البنوة في نثر العصرين الأموي والعباسي الأول).

أ.أروى غلايني.

 

6-ماما رمز الحرية والكفاح والكرامة

"هذا النص بارقة من نورك,رشفة من أكسيرك ,قطرة من حبرك,خيط 

حريرك,رشية من أجنحتك, كلمة من كرومك ومكارمك ليس إلا)

 

متنبيات نور من أقولها:

*حرية الإنسان عمله.

*وطن الإنسان كرامته.

*الحكمة ضالة المؤمن والعدل أيضاً.

شغف نور المعرفي:

أحسن الله لنور بنت السيدة عائشة عطرجية والشريف حسن الهاشمي.

نوراليتيمة بنت مكة والطائف.

كانت نور القارئة والناقدة لكتابتي من البداية إلى رمقها الأخير.

***

كما لا أنسى أن الشريفة نور باعت دبلة زواجها اشترت لي (آلة كاتبة).

عمل نور:

كانت أمي صاحبة مخبز فواح,ومعمل بيتي,وتجارة تبيع بنفسها في بقالتها.

نور وعبدالله على الحلوة والمرة:

من وقفاتها الشجاعة تلك أنه اتهم باطلاً بتهمة كبيرة وأخذ من أسرته,

فما كان من أمي إلا أن سعت للوصول إلى الأميرة حصة السديرية

(رحمها الله) التي استقبلتها بعد عدة محاولات بصدر رحب إلى أن بلغ بها المطاف إلى مقابلة المغفور له الملك عبدالعزيز, واطلعته على الموقف وكتب الله به مراجعة الموضوع,وبما بثت به براءة الوالد وعودته معززاً مكرماً إلى بيته.

نور شعلة وطنية:علمتنا حب وطننا وتقدير وحدته الوطنية في وقت مبكر وكانت تضرب

 المثل بأسرتنا على هذه الوحدة.

نور العيون والبصيرة:كثير تقول لنا عبوا من كأس العلم والثقافة لئلا تعيشوا على هامش الحياة...فالحياة  كتاب لابد من قراءته ورسالة لابد من كتابتها... د.فوزية أبوخالد.

 

 

قراءة/محمد بن إبراهيم بن زعير...

 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق