الثلاثاء، 5 سبتمبر 2023

عرض في كتاب (هموم العقل).

 

"الفنُّ التجريديُّ فنٌ يعتمدُ في الأداء على أشكالٍ ونماذج مجردة تنأى عن مشابهة المشخَّصات والمرئيات في صورتها الطبيعية والواقعية،

ويتميَّز بمقدرة الفنان على رسم الشكل الذي يتخيله سواءً مِن الواقع أو الخيال في شكلٍ جديد تماما". الموسوعة الحرة.

 

ويبدو أنَّ عامل الجذب الأول كما يبدو لي في هذا الكتاب تصميم غلاف إصدار المركز الثقافي العربي 

الذي يحتوي على (239 ) صفحة مِن القطع المتوسط؛ حيث تُظهر اللوحة ألوان العناوين، واسم المؤلف دسعد البازعي، وعنوانه الرئيسي(هموم العقل) الذي

يمثل الفنان التجريدي الذي يرسم الواقع مِن 

جديد بنظرة فاحصة، متأملة، مفسرة لما حولنا

هذا الكتاب ينتظمُ مع كثيرٍ ممّا سبقه في كونه يجمع مقالات ومحاضرات سبق نشرها أو معظهما.ص: 7 

 

وقد طُرح سُؤال مِن بعضهم: مَن "سيقرأ هذا الكلام؟"، 

وهل سوف يتفاعلون على النحو المأمول؟"." 

وكانت الإجابة: " يجب الإيمان بضرورة الفعل والمشاركة، فليقلّ القُرّاء وليندر المتفاعلون، هناك مَن يستحق أنْ يحفز للاطلاع والاستجابة، مَنيستحق أنْ يُكتب له". ص:10

 

سوف أعرض هنا قطراتٍ يسيرة مِن الهموم مختصرة جداً: و

 

- "المؤسسات الأكاديمية مستقبلة أكثر منها منتجة". ص: 20

-"علاقة الثقافة العربية بالتطورات العلمية والبحثية ما زالت بحاجة إلى نقلة كبرى في التفاعل مع المعطيات المعاصرة على كافة الأصعدة". ص: 35

-"القراءة مسؤولية فرد أمام المجتمع والثقافة والتاريخ". ص:39

-"ليس جديداً ولا غريباً أنْ نقرأ لدى شاعر أو فيلسوف ما يعبّر عن قلق التأويل ومسؤولية القراءة". ص: 43

-"يرى موران أنَّ التحضُّر والبربرية ظواهر تتزامن، فالمجتمع الذي يعدُّ متحضراً قد يكون في جوانب منه وبربرياً في جوانب أخرى ". ص:48

-"كرست النخب الغربية الجهد في تحليل مشاكل التحضر وفي كيفية تجاوزها، ولأننا في الوطن العربي إما على أعتاب تلك المشكلات أومتوغلون فيها، فحري بنا أنْ ننصت باهتمام". ص:58

-"النقد الجاد هو أنْ نقرأ الآخر قراءةً متوازنة تنظر إلى الصورة بما فيها مِن تركيب وتعقيد". ص: 62

-"المثقف العربي مزيجٌ مِن المستويات والاتجاهات الثقافية التي تبتعد به العقلانية أو تقربه". ص: 89

-"في تقديري أنَّ صفة (مفكر) تحمل الآن مِن علو القدر الاجتماعي ما حمله يوماً لقب (دكتور)". ص: 90

-"في قراءة السير تأتي أهميتها في تفاصيل المؤلف: نموه، وتطور تفكيره، ومشاعره، ونظرته إلى العالم". ص: 94

-"الفرنسي فوكو بالخطاب وهيمنته في شتى المجالات إلى حد العزلة والإبعاد التي يفرضها على الخارجين على قوانينه؛ أما ردة الفعل كماقال شتراوس: الكتابة بين الأسطور". ص: 107

فقد كانت الترجمة كما يشير الباحث الصيني قوة فاعلة، -"

وذات سطوة حقيقية في إحداث حضارية كبرى طول التاريخ الصيني الممتد عبر الآف السنين". ص: 194


 

الرأي في ما تقدم:

كنت متخوفًا مِن قراءتي للناقد الذي يعدُّ رمزًا في المشهد العربي والعالمي، وكنت متوقعاً أنَّ القضايا المطروحة للقراءة معقدة وموجهةللمتخصصين، ومدججة مصطلحات صعبة التفسير، لكن لمست من الكتاب الأسلوب العميق، والمباشر، والمفصل؛ لتيسير الفهم وتغطية جوانبالموضوع الشاملة للإنسان في العالم مِن شرقه إلى غربه.

 

 

اقتطفت للعرض أفكارًا شاملة تتحدث عن العموميات بعيداً عن التركيز على عنوان المقال المطروح.

 

يمثل النقل البسيط رشَّة عطرٍ مِن مصانع علمكم العطرية الباريسية، أغلبها في البداية وشيء مِن النهاية متجاوزاً المنتصف؛ لأنه يحتاج إلىبعد آخر لا يتسع المقام له هنا.

 

 

ومما أعجبني في هذا الكتاب: أهمية تطور البئيات الجامعية، ومسؤولية القراءة،

وإيجابيات وسلبيات التحضر، وبعض الفروق بين البيئة الفكرية الغربية والعربية، والنظرة الموضوعية للأمور، وأهمية الترجمة في صناعةالفكر، وعرض المشهد الثقافي المحلي بشفافية.

 

تحدث الكاتب في كلماته عن أعلام في الفكر، منهم: 

موران، إدوارد سعيد، بورخيس.

 

لقد توسعت مداركي مِن هذا الطرح الفكري الرصين ذي الأوجه المتعددة، والمفردات الثقيلة الموزونة بالذهب

 

صدق أ.دعبدالرحمن الأنصاري في كلمته التي قالها لكم 

." إننا متفائلون بدفعتكم التي لم يُثنها إيقاف المكافآت عن التقدم للكلية، لقد جئتم بدافع العلم

 

وأخيرا أدعو القراء الكرام إلى التأني في قراءته، والتركيز، والتأمل؛ إذ سوف 

يستخرجون منه كنوزًا مِن الفوائد أضعاف مما ورد



قراءة / محمد إبراهيم بن زعير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق