الكتاب الحائز على جائزة ابن بطوطة للدراسات 2016-2017
و"تأسست جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي سنة 2003، وتهدف إلى تشجيع أعمال التحقيق والتأليف والبحث في أدب السفر والرحلات واليوميات، وقد تأسست الجائزة إيماناً من " المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الأفاق" و "دار السويدي"
وتكريساً لعرف رمزي في تقدير العطاء الفكري" 7.
إصدار السرد الرحلي والمتخيل لدى السيرافي والغرناطي للمؤلفة
د.أريج بنت محمد السويلم.
من دار ارتياد الآفاق، تصميم الغلاف كما يبدو لي هو رسمة من العصور الوسطى داخل حياة القصور والطرب فيها، تتمتع بوسيلة جذب بصرية تحث على اكتشافه والغوض داخله، يحتوي على 229 صفحة من القطع المتوسط، بطبعته الأولى 2017 م.
مقسم إلى قسمين:
الأول، ملامح الخطاب الرحلي في رحلتي السيرافي والغرناطي.
الثاني، تمثيلات الآخر في رحلتي السيرافي والغرناطي.
" اعتمدنا نصين رحليين أحدهما من القرن الثالث
( رحلة السيرافي )، الذي يعد أقدم وثيقة إثنوغرافية واصفة لعادات الصين والهند وطقوسهم وأنظمتهم الأقتصادية والقضائية
والسلطانية" 16.
أما النص الآخر؛ فيعود إلى القرن السادس:
( تحفة الألباب ونخبة الإعجاب )، لأبي حامد الغرناطي.
ولعل اللافت في النص أنه يجانب مألوف الكتابة الرحلية التي تتجذر في الواقعي؛ فالنص يمتح من الأسطوري والعجائبي في مقابل ضمور الجغرافي17.
نورد قطعًا من نصوص وعناوين أبوابها وشرحها:
-التأطير الرحلي
عن خلق (النسناس) في صنعاء، وهم صنف الممسوخ على هئية نصف إنسان، " وعند صنعاء أمة من العرب قد مسخوا، كل إنسان منهم نصف إنسان، له نصف رأس ونصف بدن ويد واحدة ورجل واحدة" الغرناطي
42.
إنها أخبار تندرج في الخارق أو العجيب بعيداً عن الإيقاع الاثنوغرافي الذي تسعى الخطابات الرحلية. ولا يمكننا أن نعثر على علاقات واضحة بين عوالم معلومة وأخرى مجهولة سوى أنها فضاءات تزخر بالعجائب43.
-بين فردوسية الآخر والذات المركزية..
السيرافي يقول: " الفقير والغني من أهل الصين والصغير والكبير يتعلم الخط والكتابة" 91.
تحقق في النص السابق قيمة التعليم 91.
-موضوعية الجمال الأنثوي:
" أهل الصين أهل جمال وطول وبياض نقي مشرب بحمرة، وهم أشد الناس سواد شعور، ونساؤهم يجزون شعورهن"
السيرافي 101.
ولا يخفى على القارئ أن مدارهما (الشَّعر) فحسب، لعلّ ذلك عائد للمكانة التي يحظى بها الشعر في الذهنية العربية، سواء أكان ذلك في المتخيل الشعري الذي يزخر برصيد من الأبيات الشعرية مدارها شعر المرأة101.
الخاتمة:
رحلة الغرناطي بذلك تتحول إلى رحلة في الذاكرة تحفر في التراكم الإنساني بالوعي الكوني وفق إطار معرفي يتعلق بنزعة التعجيب بوصفها وسلية للإبهار في الحيز الديني، في المقابل تتحول رحلة السيرافي إلى رحلة في الرحلات- إن جاز التعبير- يجمعها فضاء الهند والصين؛ لتكشف عن رؤية تتعامل مع العلم وفق منطق التشذر والفصل لا التتابع والوصل210.
مما تقدم أعلاة عُرضت مكونات الكتاب ثم انتُقيت مقتطفات من نصوص السيرافي والغرناطي، أدرجت برفقة عناوين فقرتها الفرعية ثم شرح اقتبس جزءًا من شرح المؤلفة عليها محددة رقم الصفحة.
الرأي:
هذه الدراسة مجهود هائل من د. أريج السويلم استحقت عليه جائزة ابن بطوطة للدراسات، تضمنت عدداً كبيرًا
من المصادر والمراجع التي ذكرت من ( ص215- ص 226 ).
أدب الرحلات ممتع للنفس وقراءته ماتعة بشكل عام، وبشكل خاص هذه الكلمات التي كانت بين يدي التي رصدت الظواهر المجردة والتحليل عنها كذلك نقد لها.
وامتدادها في مدونات أقدم منها تاريخياً وأحدث منها.
تخللتها غرائب وعجائب تثير الرعب في أحيان وفي أحيان تحرض على التأمل.
أسلوب الكتابة في هذه الدراسة مميز جداً، سلس رغم تزاحم المصطلحات العلمية؛ مما يحسب رصيدًا إيجابيًّا للكاتبة.
المقاربات في تفسير الأحداث لما هو في ذهن وثقافة الرحلات.
محمد إبراهيم بن زعير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق