كتاب من إصدارات كرسي الدكتور عبد العزيز المانع لدراسات اللغة العربية وآدابها، من تأليف وجمع ودارسة الباحث: الأستاذ إبراهيم بنسعد الحقيل.
يحتوي الإصدار على بابين موزعة على 122 صفحة.
الأول/ الدراسة
الثاني / شعره - الصحيح من شعره
في هذه القراءة التي هي تلخيص وشذرات من شعر الأخصر اللهبي من القسم الأول الدراسة.
اسمه ونسبه:
هو أبو المطلب، وقيل أبوعتبة، وقيل أبو أمية (1) الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم
( 2)، وباقي النسب مشهور لا داعي لسرده.
ويلقب الفضل بالأخضر اللَّهْبيُّ ( 3 )، ولهذا يقول:
وأنـَا الأَخْضـَرُ مَنْ يَعْرِفُنِي أخْضَرُ الجِلْدِةِ من بْيتِ العَربْ
للتوضيح: استُخدمت هذه الرموز
ش أ خ ا ص
يعني من كتاب شعر الأخضر اللهبي اقتباس رقم وصفحة رقم.
ش أ خ ا (1) ، ( 2 ) ، ( 3 ) ص 3.
والفضل وإن لم يكن من الفحول، إلا أنه يعد من أبرز شعراء عصره. فهو شاعر بني هاشم، ولسانهم الناطق في زمن الانتقال
من طور الخلافة الراشدة إلى الملك المتوارث.
ديوانه:
لم يذكر القدماء ديوانا للفضل.
اليزيدي هو راوي ديوان الفضل عن السكري، و كتبه بخطه، وعلق على بعض الأبيات، التي وصلت إلى ياقوت الحموي المتوفى سنة 626هـوهذا الديوان متوافر إلى منتصف القرن السابع الهجري ولكن عوادي الزمان وتردي أمور الأمة الإسلامية قذفت به في لُجَّةِ الضياع.
وقد نَهَد الأستاذ مهدي عبدالحسين النَّجْم؛ فجمعَ شعرَهُ ونشرهُ
أولاً في مجلة البلاغ سنة 1977م ثم طبع في بيروت
سنة 1419 هـ من دار المواهب. وجاء المجموع في مئتين وستةٍ وعشرين بيتاً وشطرا، جاءت في ثلاثٍ وخمسين قافيةً جيدة.
ولكن غاب عنه استقصاءُ شعر الفضل؛ فما فاته يزيد عن مئةٍ وأربعة عشر بيتاً.
شعره:
هو ممسك بناصية الشعر وموهبته الفطريَّةِ أنه شاعرٌ ورجَّازٌ، وقد نظمَ الفضلُ على كثيرٍ من بحور الشعر. بدأً من البحر الطويل والبسيطوالكامل، وحتى البحر الوافر والخفيف والسريع والمجزوء. وفي هذا دليلٌ على تمكُنِهِ من أداةِ الشعرِ.
كما أن المتأمل َ في شعرِ الفضلِ يجدُ فيه تباُينًا كبيراً؛ فيجدُ قصائد ضعيفة السّبْكِ، تفتقر لجودة المعنى، وتوصف بالنظم.
من أغراض شعره، الغزل :
مثلَه مثل كثيرٍ من الشعراءِ، كان الغَزلُ في مقدمةِ قصائده. ولم
نجد له قصيدةً في الغزلِ مُستقلةً؛ فهو يقول:
عُوْجَا على رَبْعِ سُعْدَي كي نُسائلَهُ عُوجَا فما بِكُمَا غيٌّ ولا بَعَدُ
إني إذا حلَّ أهلي من ديارِهِمُ بطنَ العَقَيْقِ و أمْستْ دارَهَا بَردُ
تَجْمعُنَا نيِّةٌ لا الخِلَّ واصلةٌ سُعدَى ولا دَارُنَا مِن دَارِهِمْ صَدَدُ
الشعر السياسي:
يعدُّ شعرُ الفضلِ من بواكير الشعر السياسي الذي توطّن في الأدب العربي. بل إن كثيرا من احتجاجاتِهِ أصبحتْ من ركائز الحُجج لبعضالمذاهب العقدية.
ألا إنّ خيرَ الناسِ بعد محمدٍ
وصيُّ النبيِّ المُصطفى عند ذي الذِّكرِ
وأولُ من صَلَّى وصِنْوُ نَبيِّهِ
وأوَّلُ مَن أرْدى الغَُوَاةَ لدى بدْرِ
رأي انطباعي على ما تقدم: المؤلف الحقيل متمكن من مجال الدراسات الأدبية التاريخة وله مجموعة مؤلفات في هذا الحقل.
السرد تاريخي متعطر بالشعر الذي أُخرج بمجموعة من المصادر والآراء المختلفة التي أشير لها. عمل أدبي مميز يضاف إلى التراث العربيوتعمر به المكتبة العربية. سعدت واستمتعت بما قرأت.
قراءة / محمد بن إبراهيم بن زعير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق