الطبعة الأولى (2020) عن أوستن ماكولي للنشر م. م. ح مدينة الشارقة،
54 ورقة من القطع المتوسط، تأليف أ.هيثم البرغش، بحاشية أ.سعد الزير، المسمى "المسنمات"،
وفيها الرسائل المفرقة في العالم الشاسع.
يشمل العرض وهو صلب المحتوى بعض مقولات رسائل الكاتب، وسنحاول شرحها
وتفكيكها حسب وجهة النظر الخاصة، والاستقاء من الحاشية.
"في مسنمات مما مدت به صيرورة القلب شهاب من كلام أصبحت من
الأقداح شرابًا تذوقه روحي منها في الشاي، والقهوة، وغيرها." (1)
"إن سعي الكائنات نحو الكمال يتم منقوصا" (2). مهما بلغ السعي
يكون ناقصاً في أحد الأوجه. والقرب من دائرة الكمال يكون في التعاون والتعارف بين
الجمعات المتنوعة في المجتمع الواحد، والاختلاف في بعض الصفات الخلقية والتساوي في
قيمة الأفراد.
"علم آدم الأسماء كلها: ليوزع علمها على بَنِيه من بعده" (3). }وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا{ يقول
الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: هذا مقامٌ ذَكَر الله تعالى فيه شرف آدم على
الملائكة، يعني بالعلم، وهذا العلم كما ذكر الحافظ ابن كثير ليس مختصاً بالعلوم
الشرعية، كالعلم بالله وأسمائه
وذاته وصفاته وأفعاله وأحكامه وشرعه، وإنما علَّمه أسماء كل شيء من هذه المسميات،
فكان ذلك تشريفاً له، وبهذا يُعلم أن العلم النافع يشرف به"(4).
"لن يشعر القلب بالضياء إلّا إذا سلك درب النور في سويدائه"(5). نور القلب يكون بـ:
السير في طرق الخير في الصلوات والعبادات في الناحية الدينية، والتقدم نحو النجاح
والمعالي، وهي المعنى العميق لكيان الإنسان، وحث النبوي على إعمار الأرض، وبنائها
، وازدهارها إلى يوم القيامة.
"يستمر الإنسان بتلقي الصاقلات حتى ينهض بنفسه صاقلاً
إياها" (6). يمضي المرء في محاولات التطور وذلك بالتعلم والتجارب التي تصقله
كصقل الألماس، وتحوله إلى الأفضل، وتوصله إلى أعلى
وأرقى صنع.
" يبني الإنسان وجوده بالكلمات التي يحكيها: فهو حكاية مستمرة
لصيرورته في هذا العالم الشاسع"(7). بحث (يونغ )
المعرفة عند الإنسان، تشكل الوعي، التفكير، مستويات العقل. (استنتج من عمله في
الطب النفسي من خلال ملاحظاته العلمية، أن الوعي صورة معادلة من وجهين: 1-النشاط
العقلي، المنتج، المخرجات.2-اكتشاف منطقة أبعد من اللاوعي منطقة سحيقة يشترك في
النهل منها جميع البشر).(8)
بذلك المعرفة متوارثه بين الأجيال، ومن المشتركات الإنسانية علِمَها
من علم، وجهلها من جهل.
"إن النقاء المكشوف هو الصيرورة إلى الاتزان، وأن تكون ذاتك
ناصعة"(9). صفاء النفس، وخلوها من الشوائب السيئة، مثل: الحسد، الحقد... إلخ.
يساعدها على الاتزان الروحي والسلام الداخلي، وراحة البال، مما يؤدي إلى أن تكون
راضيًا وسعيدًا، بأحسن الأخلاق وأرفعها.
"وجودك كتابة للمعنى" (10). الحياة والسير في
مناكبها هي صناعة الذكريات الطيبة، الأثر المتعدي الخير إلى الغير، وكلما امتد
نفعه، تعاظم المعنى وتحققت الأهداف السامية.
الرأي:
· اللغة في النصوص عالية
الأسلوب وقابلة لتعدد التأويلات.
· خطاب الكلمات غير
مباشر يحمل المضامين الفلسفية (الدينية، الواقعية، ...)
· النتاج الذي بين
يدينا هو تأملات فكرية طويلة.
· الحاشية تفسيرات
بدعية كتبت في تألق وإتقان.
· القراءات في أعمال
المؤلف الأدبية السابقة (روايات، مقالات،...) طريقته متكمن في السرد الطويل ،هنا
الجاء إلى الاختصار والتكثيف وأجاده.
· حلَّق بنا في الكون
الفسيح المتوسع الأفق.
· من دروب الحكمة
التأمل الذي شاركنا به أ.هيثم.
· الحاشية استخدم فيها
أ.سعد، المنهج النفسي في الأدب الذي يربط النص بكاتبه، ويحلل ويفسر من هذا المنطلق،
كأنه يترجم الكلمات من غموضها وعدم مباشرتها إلى الوضوح والمباشرة.
محمد إبراهيم الزعير.
المصادر والمراجع:
(1) كتاب المسنمات،
المقدمة، ص5.
(2) المرجع السابق، ص6.
(3) المرجع السابق، ص9.
(4) موقع الدكتور خالد
السبت.
(5) المسنمات، ص11.
(6) المرجع السابق، ص13.
(7) المرجع السابق، ص20.
(8) النقد الأسطوري،
تأليف أ. أحسين النعيمي، ص31.
(9) المسنمات، ص21.
(10)
المرجع السابق، ص27.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق