جدتي منيرة (غفر الله لها) والتي ولدت وترعرعت في محافظة رنية التابعة لمنطقة مكة المكرمة، هي ابنة باديتها حيث اقترنت بجدي محمد ابن الأسرة المتحضرة المنحدرة من قبيلة نجدية عريقة، فتكونت عائلة مطمئنة من خمسة أرواح(ابنين وثلاثة بنات).
أضاءات أعرج في بدايتها على جدي (رحمه الله) الذي يشترك بالخصال الحميدة مع أفواج من الناس
عامة وهي من شيم العرب خاصة اشتهر بإكرام
الأضياف
التي أورثها إلى أبناءه. وجدتي عُرفت في العطايا للأقارب والمعارف والصدقات للفقراء. وأحب مشاركة فضيلة نادرة وهي الشفاعة الحسنة
التي تُطلبُ منها من الناس في معاملاتهم وقضاء
حاجتهم في كافة القطاعات الخدمية التي تطلبها من زوجها الجد(رحمه الله) المسؤول الحكومي والوجيه،
منطلقها في ذلك رقة إحساسها الإنساني وطمعاً بالأجر الألهي, وكذلك استمرت على هذه العادة التي تمارسها بسعادة من ابنيها والدي إبراهيم وعمي سليمان (رحمهما الله) التي حرصت على إتمامها تعليمهما حيث ظفرا بالدرجة الجامعية. وهي الأمية والمؤمنة في رفعة العلم ، من يومياتها ملازمة المذياع من البرامج التي تقدرها
"نور على الدرب" وتستشهد بفوائده وتنشرها سلوكاً
تربوياً بالفطرة.
"يوميات أم حديجان" الترفيهي الاجتماعي الهادف.
تطبعت البداوة في مرونة التنقل ،الصبر الأصيل،
الذي استثمرته لاحقا في مرافقة زوجها في مناطق
المملكة الشاسعة الأرجاء( الغربية والشرقية والوسطى
والشمالية) لحاجة عمله وطبيعته, ومقدرة مشقة المهمات الوطنية الموكلة له حيث كانت تزهو بحبه وتفخر به.
كانت طاقة الطيبة الفواحة في مجتمعها القريب ،
دائمة الذكر والدعاء لنا ، تدين القلب الأبيض السليم ،قدر العلم الديني
اليسير، وإيمان اليقين .
البئر المتجدد بالقصص الشعبية،سرد العبر الشخصية،
عرض القصائد النبطية التي تحفظها.
هي النخلة النضيدة في (شموخ الانتماء الوطني،
الظل الحنون،رطب الهدايا).
محمد إبراهيم بن زعير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق