السبت، 2 سبتمبر 2023

المتضادون عرض وشعور


 

 

"يميل الإنسان غريزياً إلى تقسيم البشرية قسمين: أصدقاء وأعداء". [1] برتراند ارسل 

ومِن معاني الضد: العدو. وقد كنت أفكر في هذه الاتجاه مِن الوهلة الأولى التي قرأت فيها صورًا مِن تمثيلات الإقصاء في الرواية السعودية من كتاب المتضادون، إصدرات الدار العربية ناشرون، والذي يحتوي على 

232 صفحة ِمن القطع المتوسط ، تأليف أ.آلاء الهامل والتي قصدت به التقابل الضدي الذي يستخدم. 

" المركز والهامش " [2]

ويعدُّ السؤال مفتاح المعرفة بخاصة إذا كان ذكياً مثل سؤالها:

 

"كيف صوَّر الروائيّون السعوديّون إقصاء الآخر في رواياتهم؟"

وانطلاقاً مِن هذا السؤال كانت فكرة القيام بهذه الدراسة. 

 

يقول علي عزت بيجوڤيتش: 

" القراءة عملٌ إبداعي بدرجات متفاوتة تتوقف على القارئ، ذلك أنَّ القارئ يقدم تأويله الخاص لما يقرأه"[3] 

 

ولعلَّ عرضي القادم ينقل جزءًا مِن المعارف العظيمة القيمة المضافة إلى العلم النقدي الأدبي. 

 

الفصل الأول 

المبحث الأول: تأخر ظهور الفن الروائي وعلاقته بالإقصاء.

 

ومِن أسباب تأخر ظهور الرواية: 

-تأخير التعليم. 

-تأخير ظهور الطباعة ودور النشر.

-سلطة المجتمع؛ إذ إنَّ " المجتمع السعودي يميل إلى الكتمان، والرواية فنٌّ أدبي يعكس واقع المجتمع، عاداته وتقاليده ومشكلاته".

[4]   

 

المبحث الثاني: دور الإقصاء والتمييز العنصري ضد المرأة في تأخير ظهور الرواية النسائية السعودية.

 

" بعد افتتاح عددٍ من مدارس تعليم البنات في المدن  الرئيسية، بدأت المرأة تنفتح على المجتمع الخارجي، والوعي بذاتها وبمشكلاتها وقضاياها؛ فأمسكت قلمها وبدأت الكتابة".[5] 

 

 

الفصل الثاني: إقصاء الشخصية وفقاً لما تتبع له، ومنها:

-إقصاء بالنظر إلى اللون، منها: ( رواية ميمونة ). 

-إقصاء وفقاً للدين والمذهب، مثل: ( أبو شلاح البرمائي ).

-إقصاء وفقاً للطبقة، كـ: ( الرياض - نوفمبر 90 ).

 

الفصل الثالث :الإقصاء من خلال مكونات الرواية، منها:

-توظيف المكان للدلالة على الإقصاء،

و" تأتي المدينة في مقدمة الأماكن الأكثر حضوراً في الروايات ".[6] 

كما أنَّ "للصحراء مكانة خاصة في قلب الإنسان العربي؛ لأنها تمثل بدايات الحياة في العالم العربي". [7] 

 

-توظيف الزمان للدلالة على الإقصاء، منها:

" العودة إلى الماضي". [8] 

" تخصيص يوم/شهر / عام". [9] 

 

تتشكل هذه الدراسة مِن:

- لمحاتٍ تاريخية شملت نشأة التعليم الذي:" في بدايته لم يكن منظماً ومنضبطاً حتى إنشاء وزارة المعارف عام 1373 هـ".

 

إحصائيات في ولادة الرواية السعودية: 

- " أول رواية كُتبت هي (التوأمان) لعبد القدوس الأنصاري، عام 1349هـ " .[10] 

 

-بدأت المغامرات النسائية الأدبية الأولى عام 1358هـ

تحديداً عندما أنتجت الكاتبة سميرة بنت الجزيرة ( سميرة خاشقجي) رواية ( ودعت آمالي). 

 

-دور الأندية الأدبية؛ حيث "يقدر عدد الروايات المنشورة مِن قبلهم حوالي 34 رواية خلال ثلاثين عامًا" [11] 

بين عام 1395هـ إلى 1418هـ ، " لكن لها اهتمام مؤخراً بالدراسات النقدية التي تهتم بالرواية وقضاياها". [12] 

  

-اجتماعية تهتم بــ

" العلاقات الاجتماعية المتبادلة بين الناس، مِن خلال عمليات التفاعل الاجتماعي؛ مِن أجل معرفة مظاهر التماثل والاختلاف." [12أ]

 -نفسية  

و"الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها هي فهم السلوك وتفسيره، والتنبؤ بما سيكون عليه السلوك، وضبط السلوك"[13] ؛ حيث

تدرس الذات، الهو، الأنا، الأنا الأعلى، التعالي على المختلف وإقصاءه بوصفه الضد، كما يجاب على كثير مِن الأسئلة عن

 المجتمع السعودي ِمن خلال الرواية.

" ولأن الكاتب هو مرآة مُجتمعه وبئيته نجد أنَّ الروائيين السعوديين كثيراً ما تطرقوا في أعمالهم الروائية إلى توضيح مواضع إقصاء الآخر، فلا توجد دراسة خاصة تناولت هذا الموضوع بشكل مُفصل كما في هذا الكتاب". [14] 

 

 

ونلاحظ أنَّ الكاتبة جعلت الصراحة كالتصوير بالموجات الفوق صوتية على الجسد المجتمعي،

وخطرت فكرة الضد لديها ثم تدحرجت إلى أنْ صارت كرة ثلج المعرفة.

 

نعود إلى علي عزت بيجوڤيتش الذي  يناهض الطبقية؛ حيث يقول:  

-" ماذا قدم الفلاحون لطبقة النبلاء؟ كلَّ ثمار كدحهم. وماذا قدَّم النبلاء للفلاحين؟ لا شيءَ سوى نماذج للخواء والحياة اللا أخلاقية".[15] 

 

-"المجتمعات الحديثة استبدادية جدًا في ما يخص ثقافتها الاجتماعية كما كانت المجتمعات السابقة، لكنها على الأقل استبدادية في ما يخص المعيار السائد للعيش والتراث السائد". [16] 

 

 

وأخيرًا أرفق لكم نتيجةً مِن نتائج البحث: 

" معظم الصور السلبية التي تكونت عن الآخر كانت نتاجًا لحقن الفرد بالأفكار المورثة". [17] 

‏وقد أجادت أ. آلاء الهامل في قوة الطرح العميق

‏ ؛لذلك استخدمتُ استشهاداتٍ مأخوذة مِن خبرة الحكماء في مجالاتهم ومقاربة لرصانة دراستها.

 

و خيرها ما كان من القرآن الكريم :" إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ ". 

[18] 

والسنة النبوية الشريفة، قال النبي صلى الله عليه وسلم :" رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة وسمعت خشفة فقلت: مَن هذا؟ فقال: هذا بلال". [19] 

 

 

أما تلخيصي لمحتوى الباب فهو: الأول: ما قبل الرواية ثم بدايتها، الثاني: الشخصيات المتعرضة إلى الإقصاء، الثالث: تفصيل في استخراج مكنون الروايات.

إنَّ " العادات والأفكار لا تنشأ في المجتمع بسبب واحد؛ بل تتضافر مجموعة أسباب نفسية واجتماعية وتاريخية تمهد لانتشار الأفكار في المجتمع". [20] 

 

والروايات نسخ الواقع، ولعل هذا سبيل إلى حل مشاريع أخرى ترقى بالإنسان، وتصهره بالآخر عبر خطوات متسارعة، فهي تقدم

رصيدًا ماليًا جماليًا ضخمًا في بنك النقد، وتعدّ مفرداتها كعملة متداولة بين القراء، والأساتذة المتخصصين، والمبدعين الذين أوصيهم 

بالإطلاع عليه واكتشاف ألوان قوس قزحه.

 

 قراءة / محمد بن إبراهيم بن زعير.

 

المصادر والمراجع:

[1] سيغموند فرويد – ألبرت أنشتاين لماذا الحرب؟ تقديم وتحرير: د.نادر كاظم، ترجمة: جهاد الشبيني ص 26-27.

 [2]  كتاب هروبي إلى الحرية أوراق السجن 1983-1988 ، تأليف علي عزت بيجوفيتش، نقله إلى العربية: محمد عبدالرءوف ص 54.

[3]   المتضادون صور من تمثيلات الإقصاء في الرواية السعودية، دراسة نقدية تأليف: آلاء الهامل ص 65 -66.

[4]   المصدر السابق ص 47 .

[5]   المصدر السابق ص 61.

[6]   المصدر السابق ص 156 .

[7]   المصدر السابق ص 160.

[8]   المصدر السابق ص 178.

[9]   المصدر السابق ص 181.

[10]   المصدر السابق ص52.

[11]   المصدر السابق ص 56.

[12]   المصدر السابق  ص 56.

[12أ] الموسوعة الحرة. 

[13] أحمد عزت راجح .الموسوعة الحرة.

[14]   المتضادون صور من تمثيلات الإقصاء في الرواية السعودية، دراسة نقدية تأليف: آلاء الهامل.

 [15]  كتاب هروبي إلى الحرية أوراق السجن 1983-1988 تأليف: علي عزت بيجوفيتش، نقله إلى العربية: محمد عبدالرءوف.

 [16]  النادي الميتافيزيقي قصة الأفكار في أمريكا تأليف: لويس ميناند، ترجمة: فاطمة الشملان.

[17]   المتضادون صور من تمثيلات الإقصاء في الرواية السعودية، دراسة نقدية تأليف: آلاء الهامل ص 219

[18]   القرآن الكريم، آية: 13، سورة الحجرات. 

[19]   الحديث الشريف.

[20]   أحمد بن إسحاق اليعقوبي، مشاكلة الناس لزمانهم ومايغلب عليهم في كل عصر، دراسة وتحقيق: عبدالرحمن بن عبدالله الشقير، ص 24

[21] صورة الكتاب المرفقة مصدرها مجلة الفكر الثقافية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق