الثلاثاء، 5 سبتمبر 2023

قراءة في ٣٠ خطوة نحوك


 


 

الغلاف مزيج بين الأبيض و الرمادي في النصف الأعلى منه 

العنوان ٣٠ خطوة نحوك و النصف الأدنى اسم 

الدكتورة نسرين يعقوب 

 

سميائية الغلاف استقطبت من ص ٣٨ من قول المؤلفة 

 

"أوكلت لي وقتها مهام إدارية وتدريسية قررت أنا أن تكون على أكمل وجه لا مجال للون الرمادي في أي شيء.كنت امرأة الأبيض  

فما هو أسود لايمكن أن أقبله." 

 

السميائية 

هي " دراسة حياة العلامات داخل الحياة الاجتماعية فهي تدرس بنية الإشارات وعلائقها في هذا الكون , وتوزيعها ووظائفها الداخلية والخارجية لذلك هي  تشمل العلوم الإنسانية (كالأدب ) والعلوم التطبيقية كالرياضيات."

 

موقع د.زكية العتيبي 

 

الكتاب من إصدارات دار الطاوس للنشر الطبعة الأولى 

 ١٤٣٩هـ - ٢٠١٨م 

٢٢٢ صفحة من القطع المتوسط موزعة على خمسة أبواب 

الأول 

-أنا وأنت حالة إنسانية

-عودتي إلى قواعدي سالمة

 

" تعلمت مختلف النظريات والاستراتيجات ومناهج العلاج؛ لكني كنت أتفاجأ في كل مرة أقابل فيها عملائي أن ما تعلمناه مفيداً ولكن ليس كافيا إذا ما تعاملنا من واقع معاناتهم".ص١١

 

 في الباب الأول

تتحدث الكاتبة بإسهاب- عن مرحلة التأسيس ،بتفاصيلها وبراءة الحارة والطفولة شغبها 

هي ثنائي مع أخيها وشلة الحارة وقيادتها لهم وحُب السيطرة .

 ذلك للفت الانتباه 

مغامرتها وأفراد الشلة والضرر الناتج عنها .

تتلوها التغيير على جدة في مرحلة المراهقة التي توفقت فيها وتشاغب في آن ، الأحداث والمتغيرات ،تشكل لها شخصيتها من نعومة أظافرها بصفاتها المشار إليها ، وترسخ  لمشاعر المرح ،الوجع والعناد .

كانت عاقدة عليها أمال والدها أن تكون طبيبة  لكنها تحولت من القسم العملي إلى الأدبي .

نتج معها من هذا عدم ترحيب رائدة الفصل بها لانها سمعت عنها بأنها مشاعبة مما أحدث لها صدمة ولم تنسَ ذلك إلا بعد اعتذار المدرسة الذي سقط كثلج على قلبها المشتعل .

 

 

تتلوها

 

الأمومة 

"نقطة التحول وغيرت فلسفتي السهلة مع الحياة"

"واعترتني المثالية في تربية أبنائي فترة من الزمن -أحمد الله أنها لم تستمر- جعلت مني لا أقبل أنصاف الحلول ولا تدخلات الآخرين ولا آراءهم وهذا الجزء الثاني الذي اعتني بأبنائي.فلقد كنت الطفل الأناني الذي يتصرف كالأطفال تارة وكنت الأم الراعية بمثالية تارة." ص٣٤

وقتها

" كنت طالبة في الجامعة آنذاك وكنت قد بدأت أتعلم الكثير عن التربية وعلم النفس وهو الأمر الذي دعاني إلى تطبيق أدق المعلومات للتربية والتعامل معه وهذا الأمر الثاني الذي هون ألم القلق". ص٣٥

" أحاسب نفسي على كل دقيقة أغيب فيها عن طفلي في الجامعة

وهو الممكان الوحيد أذهب له بدونه".ص٣٦

 

خطئية وذريعة

"تخرجت من الجامعة بدرجة الامتياز مع مرتبة الشرف ولكن لم اتوقف وقتها لأحتفل لأني كنت مشغولة بما سيأتي بعده"ص٣٦

 

"تفأجأت بطلب القسم العلمي العمل معهم بعد استلامي  وثيقة تخرجي مباشرة "ص٣٧

من أهم مبادئها

"كنت حريصة على درجات طالباتي،تحصيلهن العملي،كان ولائي للعلم وللتحصيل."ص٣٧

الأقرب لها

"صديقتي فاطمة التي كانت معلمتي كانت لطيفة جداً معي

"ص٣٨

" أزمة عميقة مررت بها في أول سنوات تعييني حتى غادرت للدراسة في الخارج.فرغم احترام عضوات هئية التدريس لى وتعاملهم معي كزميلة إلا أنهم لم ينس البعض منهم أني تلميذتهم إلا فاطمة"ص٣٨

 

الفقد 

" ٢٠١٢ عندما عرفنا أن أبي يعاني من السرطان وأنه لن يبرأ منه أبدا.ظهر ذلك المرض الخبيث في جسده دون شعور أي منا أو حتى هو. يا لقسوة الحياة .كان من الممكن أن أضيع وقتا أطول في البكاء والانهيار عندما أفيق سيكون أبي قد رحل . حزمت أمتعتي وذهبت إلى أطباء مشهورين في علاج مرضه في بلاد أخرى.كانت الصاعقة أنهم يجيبون في كل مستشفى وعيادة نفس الإجابة.مرحلة متأخرة جداً .وعند آخر طبيب والذي كان أكثرهم شهرة وقسوة، قال لي يا ابنتي ما يحتاجه والدك أن يتم ما تبقى له بسلام وأن يعرف ما به لعله يحتاج إلى ذلك."ص٤٢

 

استجمعت قواي وفعلت ما فعلت ولم أندم على ذلك الآن أوقفت العلاج الكيماوي ، قرار أى عملية يمكن أن تودي بحياته، وجعلته يعيش ويحيا كما يشاء. ولم أرفض له طلباً مهما كان صعبًا .

حاولت أن أكون الأم والأخت للطفل المتعب داخله . 

جمعت كل ما تعلمت في العلاج النفسي عن فنون التعامل مع المرضى المسنين وأجلت كل مشاعر الغضب والحزن والخوف فلا وقت لها الآن. أما عندما رحل أخذت وقتا طويلاً لفعل كل ما يمكن فعله وحدي من عزلة وحزن وغيره ."ص٤٣

 

 

مرحلة السفر للدراسة:

"نعود إلى عام ١٩٩٩ عندما حزمت أمتعتي للدراسة في الخارج 

نيو كاسل شمال شرقي بريطانيا .مدينة صغيرة يسكنها غالبية بيضاء من الانجليز لا يكثر فيها سكان الثقافات المتعددة."ص٤٤

 

"شعرت بغربة شديدة معي ثلاثة أطفال أكبرهم ٦ سنوات و أصغرهم عشرة شهور."ص٤٤

شعورها 

"شدة الخوف في تلك الفترة من أن أفشل كانت تجعلني أرى كل شيء مهددًا وصعبًا وقد لا أستطيع التعامل معه."ص٤٧

 

أسئلة يتمية الأبوين

"تعلمت أن أحب كل شيء دون تعلق.. وأن الحياة لن تجعل كل ما هو حولي يستمر بالطريقة التي أريد.. وأن الأشياء ليست بتراكمها وكمياتها وإنما بعمقها وقيمتها."ص٧٣

 

حلقة تعليم النساء القرآن في المسجد

" قالت :هل يمكنك قراءة الفاتحة؟:قلت بالطبع ،ولم تستطع أن تخفي بذلك فهن جميعًا  لا يتحدثن العربية فكيف بلغة القرآن .

لن انسى وجهها الذي تورد قائلة :نحن نحاول نطق حروفها من أكثر من سنة ونعلم أن الله سيساعدنا فلقد تعلمنا أنها أهم سورة في القرآن تتكرر في كل ركعة .

 

محاولة التهجي التي كنت أراها عليهن تشبه من يتسلق جبلا شاهقاً عالياً لا يرى قمته لكن يرى جماله يكتمن في علوه" ص٧٥

 

استمر تعليمهن كل أربعاء طيلة فترة إقامتي إلى أن فارقت تلك الحلقة التي علمتني أكثر بكثير مما علمتهن"ص٧٦

 

 

الإرشاد والعلاج أصبح رسالتي التعليمية

 

"عندما عدت إلى السعودية وباشرت عملي كأستاذ مساعد في قسمي الجميل كنت أحاول اخلق فرص للتدريب محاولة التخفيف من الأجزاء النظرية التي تفرض علينا نكتفي بالنظريات وليس بغرف العلاج والإرشاد."

 

"فبدأت فرض التدريب المتبادل بين طالبات الماجستير و طالبات البكالوريس المبتدئات في التخصص"ص٨٠

 

لانسى هول المفأجأإة مطلع كل فصل دراسي أبدؤه عندما أشرح للطلبات المبتدئات تكليف المادة تحضر كل واحدة منهن ١٠ جلسات جماعي تديرها مرشدة نفسية من طالباتي في الماجستير. ص٨١

 

بعضهن يخاف من هذا ويحذف المادة خوفاً من التجربة.

 

و كانت من أعظم التجارب وأكثرها غرابة في حياتي وحياتهن."ص٨١

 

الثاني 

دروس للمعالج

 

" من أكثر الأوامر التي أرهقتني كإنسان ثم كمعالج هي نظرة الشفقة ، الشفقة تجعلنا نرى الآخر ضعيفا، أما التعاطف فهو ذلك الشعور النبيل الذي يجعلنا نتفهم الألم لا أن نخلص الآخر منه وهو فرق كبير "ص٨٣

 

العلاج الديني

كل من الدين والإرشاد النفسي يساعدان الناس في أحسن الأحوال على الشفاء عن طريق الكشف عن دور الشعور بالخزي و الذنب في السلوك الإنساني.ص٩١

 

الثبات لا يعني انعدام الحركة

 

"ذهبت إلى المخيمات السورية على الحدود التركية . 

تفأجأت أني أعددت عدتي لإسعافات نفسية أولية وأني ذهبت لأتحدث عن الفقد ومعنى الموت و إذا بي أجد الكثير من الأمهات يتحدثن معي عن الحياة والأسرة عن التربية عن التنمية عن المراهقة عن كل شيء يشبه مدينة تحيا وتنام على تفاصيل لم تصادر فيها حركة الحياة" ص٩٧

 

 

الثالث 

حييت في موتى

يتكون من ثلاثة قصص . حكمة منها

 

زوبعة في فنجان

" ليس العمر ما نحتاج إلى تغييره إنما قناعتنا بأن الوقت قد تأخر وأن التغيير سيجعلنا مختلفين وقد نكون غير مقبولين هو ما نحتاج إلى تغييره." ص١٤٥

 

الرابع 

علة من النوع الصحي وقفات

 

يحتوي على ١٧ وقفة اخترنا منها وقفتين سرد لُها.

 

لا يستأذن:

"سألني لماذا يفعل بي محبوبي هكذا؟ لماذا لا يحبني بقدر

 ما أحببته؟ أنا إنسان نبيل يضحى كثيرا لأجل من يحب فهل جزائي أن يبتعد أكثر ؟ فأقول له حبك هذا تعلقا أنت أقررته ليس هو." ص١٦٣

 

مشاريع فاشلة

"إن توازن العاطفة عزيزي هو ما يجعلك تنجز وهو ما يجعلك تشعر بحرارة النجاح وهو ما سيجعلك تتمرن جيدا إلى أن تلقى أيضا

حلاوة الإنجاز في إيجاد الشخص المناسب."ص١٦٥

 

 

الخامس 

ثلاثين خطوة نحوك 

"اقرأ خطواتي بتمعن، بهدوء، وإن داهمك الشك أو الخوف منها 

، أعطها فرصة لعلك تستطيع أن تجدها حقيقة يمكن تأويلها و تحويرها بما يتماشى مع ما تشعر أو تمر به". ص١٧٨

 

أخترت لكم خمسة :

-التلقائية كيف نتعلمها؟

-كل قرارعقلاني يستوجب استنزاف الكثير من العواطف لتنفيذه.

-اكتفى بجمال التجربة قبل أن تنتهى نهاية سئية.

-تعلم أن تتقبل الرفض والنبذ من الآخرين.

-عش أحلامك.

 

أخذت قبضة من أثر الرسول ، نُثرت على شكل كلمات ، حرصت على تلخيصها بعباراتها الأساسية للتحفظ بمشاعرها الأصيلة 

بدون إعادة لصياغتها ،

التي تصنف أنها سيرة ذاتية مع بعض السير الأخرى

من الطفولة ، المراهقة ، الجامعة ،الأمومة ، ابتعاث الدراسات العليا ، الطرق العملية المبتكرة في تعليم الطالبات ، ممارسة العلاج النفسي في محرابها الخاص ، قصص من حالات تم علاجها ، خلاصة حياتها في ٣٠ حكمة بشكل خطوات 

 

نصب عين الدكتورة  بناء نفسها ثم مساعدة الأخرين ، 

مستثمرة في الأنسان في عقله و قبله معينه له على الاسترخاء و تجاوز صدماته و عثراته بكل قوة وسعادة 

 

لغة مفرداتها قصصية ، مؤثرة ، مفاجئة ، تارة تسرد السرد المباشر و تارة تسرد بتأويل معتمدة على تقنيات أدبية طُبقتها ببراعة ، تأثر في القراء بنقلهم من مكان قراءتها إلى قلب الأحداث بكل كياناتها بعواطفه ، وايقاظ نبلهم ، نهايات بعض الحكايات غير متوقعة .

 

 

يستفاد منه للطلاب ،طالبات علم النفس و المعالجين النفسيين و المهتمين بهذا العلم ولكل من يريد النظر إلى أعماق الأنسان بشفافية ثم تعثره في نهوضه ليقف مستنداً على الأمل من مصدره الرباني فيصل لقمة النجاح.


محمد الزعير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق