الأربعاء، 23 أغسطس 2017

القارئ المقاوم

القارئ المقاوم 

تعارض القيم الجمالية والأيديولوجية 
بين النص والمتلقي 

قراءة خرجت بأهم النقاط الرئيسية على حسبرايي  :
١يتأسس مصطلح القارئ المقاوم على دعامتينرئيسيتين هما
النص والقارئ ؛ النص الذي يستهدف التشكيكفي ثوابت المجتمع الدينية والاجتماعيةوالأيديولوجية ، والقارئ المتمسك بهذه الثوابتوالرافض للتغيير، إما لجهله بنتائج التغييروالخروج عن الثابت الراسخ، وإما لان التغييريعني المس بسلطته ومكانته في المجتمع.تأسيسًاعلى هذه الدلالة التي يتضمنها مصطلح 
‎( القارئ المقاوم ) فإن هذا القارئ قديم فيوجوده التاريخي المرتبط بوجود الأدب، ملامستهجوانب الحياة المختلفة وتقبله ، أو رفضه بينالعامة من جمهور المتلقين، أو الخاصة من شعراءو نقاد متمثلاً في الممارسات الشفهية و الأخرىالكتابية المعنية بالأدب في شقيه الشعر والنثر.

مع ظهور الرواية في العصر الحديث ،عادالقارئ المقاوم منتقداً
مبدع الرواية رافضاً لها وله، وذلك كونها فنًّاغريبًا مستحدثاً ،
ظهر بفعل الاتصال بالثقافات الغربية، وبذلكيعود الرفض الأدبي
من جديد منطقة العقائد و التكفير ، الذي ينظرإلى المبدع وبئيته النشأة بعيدًا عن جودة العملومضامينة تلك التي أعلت من الشعر و مضامينهوأغلقت مجرد النظر في النثر مع جرأة الطرحالتي زخرت بها كتب تراثية عديدة ماتزال تحفظالمكتب العربية بها.

مع ازدياد المجتمعات تطوراً و تعقيداً ،وانعكاسذلك على أفراده وفئائه وانسحابها على الأدبوالنقد معًا ، تصبح المرأك بتجليتها الاجتماعيةمظهرًا من مظاهر التقدم والتأخر.
واختارت الباحثة ثلاث مدونات للبحث هي:
رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ
رواية عزازيل ليوسف زيدان
رواية بنات الرياض لرجاء الصانع 



‎_٢وقفت الدراسة على فكرة تأسيس الروايةالمعتمد على تزييف الأديان وما صاحبها منالمقاومة الأيديولوجيةإلى جانب الثورة التيوجهت لأولاد حارتنا على مدى أعوام بسببالتماهي الأسطوري بين احداث الروايةوالرسالات السماوية  

أثارت " عزازيل " زوبعة جديدة محيية الخلافاتاللاهوتية المسيحية القديمة التي تدور حولطبيعة المسيح والسيدة العذراء،
واضطهاد المسحيين للوثنيين، كاشفة التناقضاتالواسعة، بين الدين و الممارسة ) ١-٦٨ ، وقدعدد التلقي المسيحي هذا الرواية تزييفًا للأديانو تشويهًا لها، لذا خبت الكنيسة الأرثوذكسيةتجري أبحاثاًمنظمة منهجة وفقاً للأفكار التيدارت عليها الرواية ترد علىيهما بنفس العلافوالصورة والورق ، بالأدلة والبراهين
المنصوص في الديانة المسيحية المتبقية،مؤكدةذلك بوثائق تاريخية، حاثه أبناء الكنيسة علىاستخدام القلم الراقي للرد و الدفاع وتأمرهمبالابتعاد عن المواجهات الدامية، أو التخريبية، 
لأن الحوار الراقي هو حوار القلم.

‎_ الرواية بين صناعة الأيديولوجيا ( السياسية ) وتعريتها-
وليمة لأعشاب البحر

يمكن تلخيص أبرز الاعتراضات الموجهة إلىالرواية في نقاط التالية:

١الاعتداء على الذات الإلهية، والقداسة نبوية.  
٢-امتهان الشخصيات المتلزمة دينييا
٣ازدرا العبادات والعقائد الدينية الإسلامية.

‎-٣تلفت الدراسة النظر إلى أن المقاومة تركزغالبا على المضمون
وقد ظهر ذلك من خلال عدد من الروايات التيرفضت الرواية وقاومتها مستعينة بالنص الروائيالموازي حيث تستحضر النصوص الرافضةالرياض وبناتها،فالرياض عند الصانع فضاءتدور فيه أحداث البطولة لأربع فتيات، وهيسجن لرغباتهن، الرياض مدينة باطنها العشقوظاهرها الجفاء، زواياها المظلة تتربص بالحبوتجمعات النسوة ليلاً تشي بالفساد في سهراتالشراب والرقص ، أو اقمص الشخصياتالرجالية التي تخولهن ممارسة الممنوعاتالنسائية كقيادة السيارة،في حين صورتهاالنصوص الشعرية المقاومة في صورة نقيضة،فالعيسى ألبست بنات الرياض ثياب الاقىوالعفاف،مدافعة عن ليلهن المنقضي في البكاءوالخشوع والقيام
ونهارهن المتقطع للصيام والمدثر بين هذا وذاكبالحجاب و العفاف في كنف أمهات وآباء يرعونالأمانة الموكلة إليهم، في حين تحاول النصوصالمقاومة الصانع إثبات الصفات الإيجابية  للرياض وبناتها


٤خلصت الدراسة إلى نتائج يمكن إجمالها فيالآتي:

أولاً : على مستوى المصطلح 

فقد أسس البحث لمصطلح نقدي جديد يمكنتطبيقه على النصوص الشعرية،كما يمكن تطبيقهعلى النصوص الروائية، 
وهو مصطلح أثبتت الدراسة أنه غير جديد،لكنهينشط مع كل عمل جديد يدعو للنتجديد و التغييرعن السائد و المألوف ، منذ أقدم العصور ، وقدوجدت بذوره الاصطلاحية في النقد النسوي
لدى جوديث فيترلي كما تم التوضيح سابقًا.

ثانياً : على المستوى الأيديولوجي

اكتنف الغموض دلالة مصطلح الأيديولوجيا فيالتعامل مع النصوص الأدبية.

لقد ظلت تلك الأيديولوجيات ،بحسب قوتها وسلطةممثليها للأدب،  عبر عصوره الطويلة ، واليوم وقدتعقدت المجتمعات،فقد زادت سطوة ، لكن الأدباستطاع الإفلات من براثنها،بخلق فجوات مبتكرةمن خلال الأشكال الأدبية التي تظهر مع كلنص جديد مقاوم.


وبهذا يكوّن النص الإبداعي الجديد آليات منبثقةمن السائدة،على مستوى البناء الفني ، في بناءيغاير المألوف ،وقد تجلى ذلك في المكوناتالبنائية التي تمثل حاملًا أيديولوجيًّا شكليًّا ، هي
اللغةر،الشخصيات ، الأحداث ، المكان ،الزمان ،وقد كشفت تلك الاستخدامات الجديدة عنمحاولة فنية ، تخترق السائد و تخلخل نظامه عبرمستويات متنوعة.

ثالثاً على مستوى الخطاب الديني 

تحول النص الأدبي إلى محكامات دينية وتوثيقات مرجعية ،اتخذت لذلك سبلًا متعددة،تجلت في جانبين:

١-الأدبي : تمثله النصوص الشعرية والروائيةالمضادة لأفكار وتوجهات الأعمال الإبداعيةالمرفوضة.

٢الديني:و تمثله كتب الدعاه و الإصلاحالاجتماعي التي تنتقد الأعمال الإبداعية وفقمنهجية دينية تبثق من محاسبة النص الأدبيوفقاً لما جاء في القرآن والسنة ،أو حقائق  المجتمع وفضائه .


رابعاً على مستوى المرأة وصورتها

وتعد هذه الصورة جزءًا من المستوى الاجتماعي،لكنه يكشف عن أبعاده المختلفة، وقد نالت هذهالصورة مساحة واسعة من الجدل ،مطابقة بينصورة المرأة العربية في واقع مجتمعاتها ، وبينالصورة التي رسمتها الروايات ، من خلال أبعادرسمها البحث وفقًا لتلك الاعتراضات التيوجدها، وهي :

البعد الجسدي،الكوني ، الاجتماعي.


بشكل انطباعي على ماتم تلخيصه عن كتابد.دلال بنت بندر المالكي المُصدر من دارالانتشار ، ويحتوي على 377 صفحة من القطعالمتوسطة مقسمه إلى ثلاثة فصول .

المؤلفة وجه نقدي و ابداعي  قادم للتربع 
في سماء الإبداع العربية

الإصدار وجبة نقدية دسمة بالمعرفة التي تمتحضيرها بمكونات و أدوات بحثية صعبة اتضحبها الجهد العالي و دقة الملاحظة مع جاذبيةالأسلوب الكتابة و سهولته.

قراءة / محمد بن إبراهيم بن زعير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق