لاح في الأفق من حسن منوفل خطة ذكية بعدم إرسال التقرير الشامل إلى مستشفى kkm والاكتفاء بوجود ملف سابق، تم فالارْتِحَال بالإسعاف إلى ماينز، وصلنا الفجر وبعد الاستقبال والفحص، انتقلنا بعده إلى الجناح الخاص على حسابنا الخاص، بعد الفحوصات تغيّرت النتيجة، والمضمون نفسه بتر الرّجل اليسرى، وجزء من القدم اليمنى مع محيط من الخوف في العملية كما في ميونخ ،وتمّ سحب سوائل الرّئة بنجاح. كنا على ترقب قدوم أهلي إلينا، لكن لم تصدر فيزهم، فزادت الحيرة. بعد التفكير المشترك مني ومن قبل والدي و محمد العايض وحسن الّذي كان يدعونا إلى طعام الإفطار الرّمضاني في المستشفى،ونتناقش خطوة بخطوة وكلّ الخيارات المحتملة ،وصلنا إلى عدم تنفيذ العملية لأنه تساوى البتر والبقاء من دونه حسب وضع والدي الصحي وجسمه الضئيل .
شرعنا في التّجهيز إلى العودة، واستخدمنا الشّفاعة بجارنا مساعد الشلهوب المسؤول بالحرس الوطني لتوفير غرفة بمدينة الملك عبدالعزيز الطّبّية بالحرس، وتمّ ذلك و قبلها تمّ تنسيق يدوي بيني وبين الملحقية والوزارة في الإخلاء العاجل ودفع مستحقات العلاج سببه آخر أيّام رمضان بسبب أن أغلب الدّبلوماسيين أصحاب الصّلاحية في إجازة عيد الفطر خارج الأسوار، وهم مع أهلهم في المملكة، ودفعنا المبلغ الّذي لم يكن في حوزتي غير الاستعانة بعمّي سليمان الّذي قدم لنا المساعدة عبر ابنه فهد من خلال حسابي السّعودي نظراً إلى تسابق الزّمن وخنقه ووعدنا بتعويضه من السّفارة، وكنّا أمام ثلاثة خيارات، أوّلها في مستشفى الحرس الأوّل وهي خطة علاج مقترحة تقوم بحكّ العظم مع ضخ الدّم الثّاني خارج دائرة المألوف، وهو علاج شعبي مع نموذج حي أمامنا يبيّن نجاحه عند قريب،وصديق محمّد العايض وتمّ وصف الحالة للمعالج الشّعبي، وأرسلت الصّور عبر الجوال،مثل ما أراد والحل الآخر يتعلق بالطّب وهو الكي بالبتر، بعد ذلك بترتيب من حسن مع إخلاء خاص احتياطًا إذا لم نستطع في المستشفى الحكومي في الوقت المناسب، وتمّ توفير الإخلاء الحكومي وإقلاعنا بعد 48 ساعة ثاني أيّام العيد.
وصلنا وكان في استقبالنا اسعاف في المطار الخاص أمامنا، استبشرت خيرًا من المسعفين وآدائهم الرّائع وإلى المستشفى الأهلي ذهبنا، تمّ إجراء فحص عاجل بالطّورائ وإجراءات سريعة و انتقلنا إلى الجناح 1801 VIP المعدّ لنا، وكان المشرف على حالة والدي طبيبًا هنديًّا متميّزًا و حاذقًا و مجتهدًا، استقرّ الوضع ثمّ تحسّن إذاستخدموا مضادًا جديدًا غير ما سبق تجربته وتفاعل في قتال البكتيريا وتنظيف القروح واستخدام دعامات قطنية بدلاً من الوسادات في التّخصصي وفي مستشفيين في ألمانيا.بعد تطبيق البرنامج المعتاد من غسيل وتنظيف جرح ورعاية، تمّ الشّروع في تنفيذ القسطرة،بعدها ضخ الدّم وحكّ العظم لإزالة الغرغرينا المتشبثة بالسّاقَيْن من الدّاخل، عجزوا عن تنفيذ القسطرة لتكلس الشّريان، وهنا تغيّر الموقف لترصّد ردّة فعل التّرياق، ولم نستطع تنفيذ العلاج الشعبي لمعاكسة التّيار الطّبي جذريًّا.
بعد إجازته تسلّم زمام الأمر استشاري سوداني، وقد اهتمّ بشرح تفاصيل لنا لا تغني وتسمن من جوع في الغالب وأغفل الأمر الأساسي، وكان طبيبًا غبّيًّا تجمّعت السّوائل وتمّ سحبها من فوق الرّئة، وحدث تعب شديد غريب لوالدي على غرار
ما جرى في ألمانيا وبعدها بيومين، تمّ تكرار السّحب وحصلت صدمة لوالدي تسبّبت بغيابه عن الوعي، وقد دار حول الأمر كلّ الغموض والخداع، وأدّت به
إلى دخول العناية المركّزة وأخذوه في وقت العصر، إلى أن وقع في غيبوبة وقت العشاء ،وعرفنا أنّه تمّ عمل عملية
مفاجأة لفتح الرّئة اليسرى ما أثّر وفق ما أظن عبر السّحب الخاطئ، وأدّى إلى توقّف القلب مرتين، وتمّ إنعاشه وبعدها دقيقة بدقيقة ننتظر إلى أن يستيقظ ومضى النّهار الأوّل
وتمّ فح فتحة في الحنجرة للتنفس الاصطناعي الكامل وهو على الأجهزة كليًّا وبعد 48 ساعة استدعونا إلى اجتماع طارئ وعاجل في العناية، حضرت أختاي ومعنا ابن العم عبدالله بن ناصر ورئيس قسم العناية غسّان العربي و الدّكتور السّوداني، وقد صعقنا بالأخبار وفقدت قدرتي على الكلام من هول الموقف، وكان يتحدّث قائلاً: بلغونا أنّ الوضع من الصّعب أن يتحسن وننتظر الوفاة بشكل رسمي، وإذا حدث توقف بالقلب لن يتمّ إنعاشه، وجّهنا إلى الطّبيب السّوداني سيلاً من الأسئلة المزدوجة من قبل أختاي عن طريقة السّحب، وما تمّ فيها، تلعثّم وبدأ يتحدّث بالانكليزية المفضوحة لدينا والعربية المرتبكة، وفي إجابته بيّن أنّه لا يعرف كيف تمّ السّحب، ولم يشرف على عملية السّحب، ولا يعرف ماذا حدث، استجمعت نفسي وأشخصت بصري له، وسألته من المسوؤل هنا؟ قال: قسم السحب وبرّر لهم بعدم وضعهم في دائرة الشّك،كما هو مرتبع فيها بان مع والدي 20 حالة وكلّها مضت بنجاح، قلت: يا حضرة الطّبيب المحترم، هذا برهان لك، ليس لك العشرين وضعهم مستقر شفاهم الله، ووالدي الأكثر حساسية لوضعه بسبب ما عنده من أسقام.
انتهى الاجتماع بالتّسوية من مشرف العناية بالإنعاش، إذا حدث توقف للقلب و مع تجهيز تقرير يدوي عاجل، والتّعاون مع أي مقترح علاجي بالعاصمة والخارج لتهدئة الأوضاع المشحونة بالاتهامات، وذلك لتغطية حماقة الطّبيب السّوداني الّذي اعترض على الإنعاش القلبي، واستخراج التّقرير.
تقلصت الزّيارة إلى ساعتيْن في اليوم وفق الأنظمة الموضوعة في المستشفى. نزور والدي صبحًا و مساءً، وكلّ يوم، كان يزداد الوضع سوءًا وقد أشرف على العناية استشاري سعودي اسمه غسّان الغامدي، كان متفائلاً و مؤمنًا بحدوث معجزة، ويحثّنا على الدّعاء إلى الله، مع أنّه حاد الطبع قليلاً مع كثرة أسئلتنا اليومية، وردوده الّتي توحي بأنّه عمل كل ما في استطاعته، لقد فقدت تركيزي لترتيب الأحداث القاسية وتقسيمها على امتداد أوراق العمر، وهي هنا مجملة، وتحوّل لون المريض إلى الأصفر، وذبل أكثر، وزادت الغرغينا في الرّجلين. تراجع الوضع، وصعدت الغرغرينا إلى اليدَيْن، لم يستطيعوا غسيل الكلى لضعف القلب، ولا حتّى بالغسيل الخفيف لاعتراض سيولة الدّم العالية وعمل أي قسطرة قد تؤدي إلى النّزيف والنّزيف موازي ما حدث في المعدة، لم يستطيعوا عمل منظار، ولم تبتعد الفايروسات من خلال المضادات القوية.
كنّا نعرج إلى الرّعاية الطّبّية اللاصقة من قبل بعض الممرضات الشّرسات في التّعامل،المتحجرات القلوب، وبعضهن كنّ لطيفات.
صرنا ندخل إلى والدي للدّعاء فقد و قراءة القرآن، ونقطّع أحشاءنا بسكينة، نسمع نبضه يصارع للبقاء والجسد خائر القوى قد انهار تدريجيّا، عضوًا عضوًا، نستنشق شذى الأدوية النّافذ إلى أنوفنا، ولا نمتلك سوى القول:
لا حول ولا قوة إلا بالله.
تخبطنا في البحث بعد فوات الآوان عن حل، راسلنا المستشفيات في الدّاخل والخارج، فقالوا لنا: وصلنا إلى حالة لا يرجى منها الشفاء إلّا من الّرحيم العزيز. اسوّدت الأيّام في أعيننا مع كلّ زيارة كان وضعه يخرج عن السّيطرة الطّبّية مع الأمل اللّاهي في المعجزة الّتي قد تحصل وتمسّكنا بها
15/8/2015،
مع تلاطم أمواج المرض العاتية
برائحة المحاليل حوله وطنين الأجهزة فوقه
كان وجه أبي وضّاح بابتسامته الصّامدة،
وكانت ثقتي بربّي بأنّ سفينته سوف تخرج سالمة
ولكن "أنا أريد وأنت تريد الله يفعل ما يريد".
كانت المؤشرات عند السّاعة 8:30 والضّغط والتّنفس يشبهان النّاظر من سفح الجبل إلى قعر الوادي، طلبنا من الممرضة المشرفة على والدي بطلب الطّبيب، ورفضت،لأنّه مريض جدًّا ولا جدوى من وجوده،ورجوناها، ثمّ وافقت بعد إلحاح منّا، خرجناعند التّاسعة على وعد منها بالتّكرم في استدعاء الطّبيب،وعند السّاعة 11:30 اتصلت أختي بي لتخبرني بأنّ المستشفى يريدون حضوري، اتصلت بابن عمّي فهد بن سليمان لمرافقتي وصعقتني بصدمة متوقعة مع محاولاته لتمهيد خبر وفاة والدي رحمه الله ونوّر قبره وأسكنه الفردوس، كنت أقود سيارتي، وقد انهرت ما بين الصّراخ والبكاء ، و أجبرت على ترك القيادة، وتوجّهت إلى منزل عمّي لمواصلة الطّريق إلى المشفى، والحمدلله على كلّ حال، فهذه حال الدّنيا، هم السّابقون
و نحن اللّاحقون.
٣
نعم استراح
و بقيتُ في عرض الحياة كزروقٍ
صارت تقلبه الرياح
وحدي أنا
و تمر من حولي مراكب جمة
و أنا بزورقي الصغير أصارع الدنيا
فتثخنني الجراح
ما حيلةُ القلبِ الشجاع إذا الوغى
دارت عليه بلا سلاح !!...
مفاد هذا السّرد الّذي يدمي المهجة ويسيل دمع المقلتًيْن أنّ كأس المنون تجرعه والدي رحمه الله
بسبب أيادي الاهمال الطّبّي و اللامبالاة الآثامة المتمثلة بذراع د.مارك ويليم في مستشفى الحبيب، ثمّ لكمة الفعل المبهمة الضربة القاضية من قبل الاستشاري السّوداني في مستشفى الحرس وعدم الجواب الكافي الشّافي الّذي يروي الجنان.
نعم، نحن نؤمن بقضاء الله وقدره، ومع ذلك لن نسكت عن أخطاء قاتلة هي ٢ "حيه رقطاء من سياط الظالمين"
لم ينفع معها فائق الخدمة الطّبّية الألمانية لتصحيحها، نكست علمي حزناً و نأمل من سيوف عدالة القانون أن تنصفنا بقطع رأس أفعى الفساد و إذا جبل الفساد
مأوى الفاسدين فإن لسان كلامهم
٤
أقولُ يا جبلُ اعصمني و لا جبلُ
و قفت وحدي و الطوفانُ يدهمني .
( محمد بن إبراهيم بن زعير )
====================================================
١ الأديبة مي زيادة
٢ الشاعر بدر السياب
٣ الشاعر مصعب السيحاني
٤ الشاعر د.علاء جانب
لتوضيح أستخدامي لبيت الشاعر أقصد بالمفسدين هم المتمثلين في ابن نوح الغارق و الجبل حسب ظنهم يقيهم من العقاب الله بالطوفان العظيم و خابوا و خسروا .
رحمك الله يا أبي
ردحذفأبدعت و للأسف أوجعت
مايحدث من اخطاء طبية وعدم محاسبة المتسبب
امر مخجل جدا أستمرار الاخطاء الطبية يعني ارتكاب مجازر اخرى لكن إذا كان القاضي خصمك فمن تقاضي
حسبي الله ونعم والوكيل
الله يرحمه و يسكنه الفردوس ، أظن ان هذا التعليق الوحيد في المدونة
ردحذفالمعذرة لعدم الرد لعدم وجود أي منبه يبلغني في وصول أي تعليق لي
جزاك الله خير شكراً ، و حسبي الله و نعم الوكيل