لماذا الكتابة عن الراحلين، لماذا إطالة الأحزان بتذكرهم؟
يعود وهج الروح بعد الهدوء، من قساوة استدعاء سيل الذكريات، مسيرة
جيل كامل من خلال النموذج الممثل في: (ابن ماجد) والمرويات عنه، من:
الدوائر العائلية، الأسرية، الأصدقاء، المعارف داخل بلدته ثادق وخارجها.
حفظ الخبرات، وجلها في نداءات العقل، اكتشاف الحلول التي تذلل
المصاعب، وتجاوز التحديات.
عرض موجز عن سيرة الأب عبد الله بن عبد العزيز الماجد (رحمه الله)
إعداد: سليمان بن عبد الله الماجد، مراجعة: حميد الأحمد، عنوانها:
(مغالبة حياة...مسيرة أب)، الطبعة الأولى حوالي 315 صفحة من القطع
المتوسط، من موضوعاتها: (حفر الآبار- البناء - خدمة المساجد - الصيد -
طرائفه - رسائله- ماذا قالوا عنه؟).
تقريض د. عبد الله الحيدري أستاذ الأدب والنقد بجامعة الإمام محمد بن
سعود الإسلامية سابقاً: السيرة غيرية كاتبها ابنه –ما شاء الله تبارك الله-
شاهد العيان الذي يمتلك الذاكرة الحديدة، الذهن الوقاد، رصَد وصنَّف وقدَّم
عن والده، الرجل الذي سبق عصره بتفكيره خارج الصندوق، مجدد
الأساليب، حلول المشكلات.
مدخل أ. حميد الأحمد: عبد الله الماجد رجل عرك الحياة فعركته، فما لانَ
لها ولا استكان، واجه الناس بابتسامة، خدم محيطه بإتقان، يعمل بصبر
وجلد، وجدت أنّ سيرته تتقاطع مع سيرة أبي، والكتاب فتح لي أفقًا بعيدة
كي أكتب عن أبي -حفظه الله-.
من هو عبد الله الماجد؟
عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله الماجد التميمي، ولد 1333هـ /
1915م، وهو حفيد أمير الأحساء المشهور بالشجاعة والحكمة، في الدولة
السعودية الأولى.
طلب الرزق في سن العاشرة بصحبة والده في جنوبية سدير، تزوج
مرتين، له مجموعة من الأبناء والبنات -حفظهم الله، ورحم من توفّي
منهم-.
تعلم القراءة والكتابة في الأربعين من عمره، يمتلك المهارات والابتكارات.
الحاجة أُمّ الاختراع!
طريقة الدخول إلى البئر عبر النزول والصعود بمساعدة، حدث أثناء
الشغل في الأسفل تأخير عن الطلوع حسب الوقت المحدد في منطقة
مقطوعة لم يسمع أحد استغاثته بسبب أن رفيقه غلبه النوم وتأخر ساعتين
تقريباً عن إخراجه مع الاعتذار الشديد عن ما بدر منه، فكَّر بعمق فيزيائي
إلى أن وجد طريقة تغني عن العنصر البشري، وهي ثبيت صخرة كبيرة
تزن ثقله أو أكثر ورَبْطها بالحبال، وبذلك يصعد وينزل البئر معتمداً عليها.
جبر الخواطر!
صاد أرنبًا، وطلبه اخوه الصغير، شرح له كيفية السيطرة عليه؟ ثم سلمه
له وأحكم إمساكه، ومع طول الوقت ارتخت يده وهرب، فوعده بإعادته
وصاده من جديد مستدلًّا على أنه نفس الأرنب بأثر اليد البشرية على ساقه
وتساقط فروه.
تجربة فارقة!
بئر ارتوازية داخل بئر تقليدية بنسبة مخاطرة عالية، عند أبناء عبد الله
الوهيبي - رحمه الله -، كيف طُبِّقت؟
في صحبة الكتب وشراء النافع المفيد!
كان حريصًا على اقتناء الكتب، أو إذا لم تتوفر قام باستعارتها ونسخها
بخطه، كان يخصص رغم طلب لقمة العيش الصعبة، ساعة من المغرب
إلى العشاء للقراءة، وكانت جودة الورق ضعيفة لذلك عمل في حبكها
وتركيبها، واحتسب الاجر في إصلاح كتب الأصدقاء والمعارف.
المرآة العجيبة بوجهين واستخداماتها!
لاحظ وجهها يجمع ويركز أشعة الشمس وحرارتها، استفاد من هذه الآلية
في إيقاد النار لشح الكبريت.
ووظَّفَها كذلك في المناداة في تسليط انعكاس ضوء المرآة من سطح منزله
إلى مدخل بيت الشخص المقصود دعوته إلى تناول القهوة.
أصابه مرض عضال، توفي على إثره -رحمه الله- عام 1396 هـ، عن
عمر يناهز 63 عامًا.
الرأي والفوائد:
العمل الدؤوب، التفكير الإبداعي مع استقطاب الأساليب المذهلة،
الحلول الناجعة.
مخالطة أهل العلم الشرعي، الذي نتج عنه إمامة الناس في مسجد
الرميلة فترة، والخطابة مؤقَّتًا في بلدة المشاش.
المساهمة المجتمعية في تهميد الطرق منها: (حوجان)، في بداية
وادي عبيثران جهة ثادق المؤدي إلى الرياض.
النصيحة يوجهها في قالب طريف.
اشراك الابنين الطفلين (سليمان، عبد العزيز) نزول البئر.
تكليف سليمان في الحديث أمام المصلين لكسب الجرأة.
لمحات تربوية، منها: (الحرص على دراستهم رغم حاجته الشديدة
لمعونته في الفلاحة والنشاطات المختلفة - المكافأة بعد الإنجاز-
إدخال السرور بالهدايا البسيطة رغم ضيق ذات اليد-...)
بروز الابتكارات في حفر الآبار، الزراعة، البناء والخدمات، ...
قال عبد الرحمن الزعير عن الكتاب: (شعرت بالعمق والتأمل
والإلهام في سيرة الشيخ عبد الله الماجد، إرادته القوية، إصراره
على المضي قدماً رغم التحديات، وإحداث تغيير جذري في بيئته
رغم قلة الإمكانيات، وأصبح درسًا في الحياة رائعًا في المثابرة
والصبر).
مجهود عظيم رصين، في جمع المعلومات الروايات الشفاهية،
تحليل الوثائق، استكتاب المحطين.
أصدق المشاعر في خاتمة الكتاب، الكلمات البديعة من الأبناء،
الأقارب، الأصدقاء.
العادات والتقاليد الاجتماعية في زمانه في بعض الديار النجدية
نقلتها في نص فاخر ابنته منيرة:
- عدم انتقال الزوجة مع زوجها إلى بلده، بل تبقى في بلد أهلها
لصعوبة التنقل، ضعف الأمن.
- الزواجات قديماً محصورة بعدد قليل من الحضور يقتصر على
أهل العروس والعريس.
ابن العم عبد الله يرى استحقاق تسجيل حياته الحافلة بالإنجازات
لتكون درس نبراس للأجيال الحاضرة والقادمة لاستنهاضهم في
العطاء، التضحية، البناء من أجل مستقبل مشرق.
محمد إبراهيم الزعير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق