الجمعة، 15 يوليو 2016

( ماذا قدم الشعراء للوطن )

استفزني زميلي بعبارة: 
ماذا قدم الشعراء للوطن؟! 
لو حورت السؤال: ماذا قدم الإبداع الفني للوطن؟!
سؤال عملاق، يحتاج الرد عليه إلى مجلدات.
لكن سوف أحاول الاختصار في الرد ومن وجهة نظري، 
أولاً: 
التاريخ وثقافة الشعوب تخلد المبدعين في الفنون المختلفة النابعة من الذات الإنسانية في خلق النصوص والتراكيب الجديدة . 
كما وأن التاريخ لا يُخلد المبدعين فحسب بل يُخلد أوطناهم ومنبع إبداعهم ويجعل أوطانهم يُشار إليها بالبنان ..
ثانياً: 
كثير من أهل التخصصات الطبيعية كالطب والهندسة وعلوم الحاسب الآلي متميزون في مجالاتهم، لكن تحول بعضهم إلى المجالات الإبداعية إما بشكل كامل حيث غيّر تخصصه وتوجه للإبداع، وأصبح مصدر رزقه وشهرته وحضوره. 
أحد الكُتّاب من دولة الكويت ترك تخصصه الأصلي: هندسة كيميائية، وهوخريج الولايات المتحدة الأمريكية، بعد ما وصل لمركز مرموق في مجاله، وتفرغ لتأليف الروايات ،وأبدع في هذا المسار المختلف كلياً عن تخصصه .
أو بشكل جزئي، بحيث يعمل بتخصصه ويؤلف في الأدب، كالرواية أو الشعر، وأعرف مجموعة مهندسين معماريين
 في الأردن، 
الهندسة مصدر رزقهم والشعر تعبير عن ذواتهم، 
وهم راسخون في الوسط الثقافي الأردني خاصة، والعربي عامةً .
وهناك أستاذة جامعية بدرجة أستاذ مساعد في تخصص الحاسب الآلي تحاضر في الجامعة وتعمل صحفية، وتكتب الرواية. 
ثالثاً: إذا كانت العلوم المادية الحضارية، التقنية منها يُرى أثرها إنجازاًً واضحاً للعيان، وظاهر الفائدة؛ فإن الأدب تعبير عميق عن مكنون الإنسان وهويته الثقافية.. 
ومن أسباب كتابة السيرة أن يعبر صاحب السيرة عن مشاعره، ثم بمصارحة الورقة البيضاء عن الفرح والحزن؛ فيخلد حياته بعد موته في أفكاره وتوجهاته. 
كما تُخلد بعض النصوص بانتقالٍ من عصر إلى عصر، 
كتعلم اللغة العربية وقواعدها من الشعر الجاهلي، وتأريخ واقع الأزمنة وأحداثها. 
و نستفيد من مقال لماذا نقرأ الأدب
ماريو بار غاس يوسا ( 1936 ، البيرو ) 
أحد ألمع مؤلفي الرواية ونقادها في أمريكا اللاتينية
بل حول العالم أجمع . 
.... يقول:
"التخصص العملي له منافع عديدة يسمح باكتشاف أعمق و تجارب أكبر وهو محرك التقدم والتنمية. وصحيح أن قراءة الأدب مصدر للمتعة ولكنه أيضاً مصدر لمعرفة أنفسنا وتكويننا عبر أفعالنا وأحلامنا وما نخاف منه بكل عيوبنا و نقائصنا سواء كنا لوحدنا أو في خضم الجماعة ".
كُل إنسان يستطيع تخليد وطنه في أذهان العالم بأسره من خلال إبداعه في مجاله وإبرازه بشكل يليق به ، وجعل الوطن يفخر به كـ أحد أبنائه ..
هذا هو جوابي يازميلي العزيز ..
محمد بن إبراهيم بن زعير ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق