الثلاثاء، 17 أبريل 2018

ماذا لو كنت رجلاً!!


‏عنوان يجذبك للتطفل وقراءته، وهو عبارة عن قصص حالمة
‏للأستاذة حنان أبو حيمد
‏من إصدارات قلم الخيال للتوزيع والنشر، يحتوي على 118 صفحة من القطع المتوسطة

‏هي درر منثورة على شكل حروف لؤلؤية تدخل البهجة والحبور على قرائها

‏أكثر ما أعجبني، عناوين النصوص على الحروف الهجائية
‏وكتابة أغلب النص بشكل متوازٍ مع موضوعه من أ-ي

‏نقتبس لكم:
‏...ض...
‏"الضاد .. ضباب يحيط بعنق المساء،
‏ضباعٌ تلتهم كبد البراءة،
‏ضيااع في متاهة،
‏ضجيج طائرات مسافرين وقادمين،
‏ضرير يتمنى لو تبصر العينين، (العينان)
‏ضميراً ( ضمير) أعدمته مشنقة الغاية تبرر الوسيلة.."

‏ويشير أ. سعد الغريبي في قراءته للكتاب التي يقول فيها:

‏" الكتاب لا يخلو من عبارات يقف القارئ أمامها إعجابا لجمال أسلوبها وسمو معناها، ومن ذلك قولها:
‏«لماذا علينا أن نقتلع حناجرنا ونختار الصمت؟ رغم أن بداخلنا صرخات لو أطلقناها لاهتزت أبدانهم؟
‏نضمد الجراح بالملح.
‏وترتشح مسامات جلودنا الألم والهم وننام بوحدتنا».. ص39"

‏النصوص شاعرية وانسايبة، تراكيبها واضحة المعنى عالية القيمة.

قراءة / محمد بن إبراهيم بن زعير.

قراءة في "بانتظار النهار"


‏من جبال النظريات النقدية الكريمة، نُحتت لنا قطع قصصية قصيرة تحفًا فنية متنوعة، ثمنية، فاخرة، عددها أربع عشرة
‏أسماؤها:
‏( سبعة، الزومبي، اعتراف أبيض، نيران صديقة!
‏الكلمة الأخيرة، رأس الأنثى، الراوي العليم، يرحلون شتاء،
‏مذكرات يوم لم يولد بعد، لقاح، مسؤولية! ظلال باهتة،
‏⁧‫#عشرولوجيا‬⁩، أمُّ الحَمام)

‏نظرات فلسفية عميقة جداً، مفارقات مفاجئة، جزء من القصص تطغى عليها الأحزان بشكل جلي.
‏" تراجيديا: المأساة هي شكل من العمل الفني الدرامي يهدف إلى تصوير مأساة قد تكون مبنية على قصة تاريخية، أصل الكلمة هو من اليونانية الكلاسيكية" ويكيبديا

‏نتج عنها الكثير من الحكمة

‏تقول مؤلفة الكتاب الذي نتحدث عنه في هذه المساحة
‏ للدكتورة نوال السويلم في إحدى تغريداتها:
‏"هناك فرق بين عرض كتاب ونقده"

‏في هذه القراءة نعرضها في باقتها الإبداعية مختلفة التجارب

‏نشير إلى قوة وقع قصة أمِّ الحمام من النظرة الأولى التي وجدتها في النظرة الثانية في الغلاف الأخير

‏مقتطفات من
‏"نيران صديقة!"

‏"جمعهما المكان والزمان منذ سنوات الدراسة الجامعية، وقلّما يوجد أحدهما في مكان دون الآخر، فهما معا جسدٌ واحد".
‏ص 16

‏الراوي العليم
‏"
‏- أنت غريب في هذه المدينة؟ ويبدو أنك أقمت فيها اليوم.
‏- نعم، كيف عرفت؟
‏- وجهي مألوف في هذه الحافلة، لا أحد يجالسني فيها إلا غريب
‏- لم يتحاشاك الناس؟
‏- لأني أعريهم! "
‏ص 27
‏يرحلون شتاء

‏"كانت عربة سعادة أول نقطة اتفاق قبل ولوج المقهى الذي نكتب فيه أسئلتنا البريئة؛ ولأن آخر إحساس يصحبنا على عتبه الخروج هو السعادة أسمينا مقهى سعاد!"
‏ص 30

‏الرأي الانطباعي
‏أجمل ما ظفرت به من المجموعات القصصية التي توازي في جمالها مجموعات من القصص القصيرة جداً

‏تسلسل أحداث القصة يبدأ من الأعلى كمُثل عُليا، وتنزل تدريجياً على أرض الواقع، تندمج في أحداث الحياة بسرعة متزنة

‏حجم صغير يحتوي على 64 صفحة من القطع المتوسطة

‏بعض القصص تختم بخلاصة، أو حكمة، أو مفارقة

‏أجادت الكاتبة في عملها القصصي كما سابق أعمالها النقدية الرصينة، وجمعت بينها.

قراءة / محمد بن إبراهيم بن زعير.