يتضح جلياً تأثر الروائية حسناء محمد بالقرآن الكريم، وذلك في عدد من التراكيب اللغوية التي وردت في سياقات مختلفة في روايتها (زوجة الشيخ) الصادرة عن دار المفردات، وغلاف الرواية الذي يمثل عتبتها الأولى يحمل لوحة تشكيلية جميلة تدعو للتأمل على غلافها الأجمل؛ إذ يدهشك اتحاد الريشة والقلم في شخصية مُبدعة.
وقد جاءت الرواية في ١٤٨ صفحة متتالية، إلا أن اللافت للنظر أنها غير مقسمة إلى فصول.
والرواية تميزت بسرد رائع؛ فالأحداث تأتي متتابعة بترتيب دقيق للأحداث، فتشع وضوحاً حدثاً بعد حدث!
ومن الممتع في الرواية توظيفها لعنصر التشويق والمفاجآت المستمرة، فهذا النوع من الروايات التي تتحدث عن الأسرة بوصفها وحدةَ بناءٍ أساسٍ للمجتمع تحديداً.
وتحدثت الرواية كذلك عن الأسرة المخملية ذات الأخلاق العالية في سلوكها العام على الرغم من وجود المكر والخداع في بعض أفرادها الذين عاشوا بمدينة الرياض وما جاورها فكانت الرياض بيئة رئيسة داخل المسرح الروائي ذلك المتوشح روح القبيلة على أسرة متحضرة ذات جذور بدوية.
وتظهر تلك الروح في الأحداث إشارةً عارضة لا تؤثر في مسارها، بل تميل إلى الإيجابية بصفتي التماسك والتعاضد بين أفرادها.
أضع لكم بعض النقاط والتصورات في نقد منهجي للرواية، على النحو الآتي:
أولاً: التصنيف:
"الرواية الاجتماعية هي رواية أدبية تُناقش في قصّتها عبر شخصيّات الرواية مشاكل اجتماعية سائدة في العصر والثقافة التي كُتبت فيها ". ويكيبيديا.
ثانياً: التقنية والأصوات:
استخدمت تقنية تعدد الأصوات مع عدم تعارض هذه الأصوات، وبعضها تحول إلى نشاز مثل مها، وبعضها أساسه رائع مثل عمر الذي ثم ضغطت عليه الظروف فترنح ثم عاد إلى تألقه.
ثالثاً:
الحكبة مُتقنه تتصاعد تتورها ثم تهدأ، لتتصاعد من جديد.
رابعاً:
الاقتباسات للشعراء مناسبة للحدث.
خامسًا:
المنظر العام والهدف الجوهري للقصة مشوق، والنهاية تقول: الحق ينتصر إذا صلحت النوايا ولو بعد حين.
نضمّن للقراء الكرام بعض الكلمات المقتبسة من النص:
" لماذا يا عمر .. أتيت بي كرها ووضع بيننا الحب كرها ثم تتركني الآن كرها فتبقيني في ظلمات بعضها فوق بعض لم أعد أراك بها ولا أرى نفسي"١
"فنظر إلى العم صالح وتعابير الفرح تغرد في ملامحه"٢
"نبت حبك بقلبي وصرت أقتات منه فبقيت كمن يموت
جوعا كل يوم"٣
ختامًا يوجد بعض المآخذ على رواية "زوجة الشيخ"
1/تكرار بعض الأمور الروتينية تكراراً أدى إلى الاندماج مع الشخصيات.
2/قصور ضئيل جدا في بعض المعلومات، وهذا أثّر في حبكة الرواية.
محمد بن إبراهيم بن زعير