سبع عجاف
فاضبطوا أنفاسكم
من بعدها التاريخُ يرجعُ أخضرا ١
السبع، مهام الوظيفة المتضادة مع الدراسة: ضغوط المسؤوليات الاجتماعية، متطلبات التأهيل الوظيفي، الإحباط ، الظروف الصحية والمعاناة مع جسيم الأخطاء الطبية، العلاج بالخارج لتصحيحها، وفاة والدي رحمه الله.
هطل علي من غيمة الأحلام قطر الإنجاز البكر رسمياً بشهادة البكالوريوس مع التحاقي بقطار العلم مؤخراً..
طال بي الدرب والحمدلله وصلت محطة الفرح ولا يزال الطريق أمامي سامقاً نحو سماء النجاح..
من بذرة الكفاح القديم زرعت فيَّ الطموح.. ذات يوم سألت أبي _غفر الله له_ على ضفاف النيل الأزرق مع نسماته اللطيفة الباردة: لماذا أنت منخرط في الانتساب للجامعة _فترة الاختبار في القاهرة وكنت مرافقاً له وعمري 16 ربيعاً_؟
رغم أن هذه الدراسة لا يترتب عليها ترقية وظيفية ولا ارتفاع في الراتب! أجابني: إذا لم يتضح مربح مادي جلي؛ فإنه لا خسارة منها، والعلم كله خير إن شاء الله.
ثم بدأ مشروع العلم الدخول " إلى حيز الوجود" من مهبط سلبي.. كنت أقف في طابور مزدحم متقاطع مزعج
وصلت إلى موظف طلبت منه استمارة التحاق بالجامعة قال لي كم معدلك؟ أجبته: 80 % علمي رد بقلة ذوق:
الاستمارة للمعدلات العالية ولست من أهلها.. كررت الطلب عليه و أشاح بوجهه عني، غضبت و خرجت و أخبرت والدي _رحمه الله _عما حصل ،أجابني بألا تحزن .. سأتصرف، ووفر لي استمارة نموذج القبول ولم تكتب لي موافقة الجامعة.
التحقت بدراسة الدبلوم ثم توظفت وقدمت على جامعة أخرى عن طريق الانتساب، أثناء الدراسة لي أذنان، الأولى:
الدعاء، التحفيز الإيجابي، الثناء. أما الأخرى: فهي التحطيم ، السلبية، التهكم. أذكر من العبارات الطنانة: لن تنال من شهادتك إذا حصلت عليها إلا الهم والتعب دون جدوى!
في إطار الوظيفة لم ألقِ لهم بالاً، بل هم المحفز الخفي الأكثر تأثيراً، وذلك بالهروب من وحش السلبية إلى نور الإنجاز.
ثم تخرجت من الجامعة بمعدل عالٍ ولله الحمد.. و حالياً في طور إجراءات قبول لمرحلة الماجستير في نفس الجامعة التي رفض الموظف البسيط إعطائي ورقة الالتحاق بها، وكان يضرب بيد النظام الحديدة.. كان الأولى به الاعتذار بأدب.. في النهاية، شكراً له، حققت أكثر مما كنت أظن بفضل الله في تأهلي العملي وطموحي الدراسي.
كما قيل في الحكمة:
إذا أردت أن تنجح في حياتك؛ فاجعل المثابرة صديقك الحميم والتجربة مستشارك الحكيم والرجاء عبقريتك الحارسة ٢ .
"عند الصباحِ سيحمدُ القومُ السُرى" ٣
أشكر الجميع: والدتي وأخواتي وأهلي وأصدقائي الإيجابيين.
و بشكل خاص، أشكر بدر المنصور.. من وضع اللبنة الأولى في صرح المعرفة، وذلك بإنهاء إجراءات القبول وعمل كل ما يلزم من الناحية التقنية للتعلم عن بعد، وأيضا بندر المنصور لتوفير كافة المراجع الدراسية ولا يتسع المقال لذكر كل لهم العرفان و الدعاء.
( محمد بن إبراهيم بن زعير )
-------------------------------------------------------------------------------------
١ محمد عبدالباري
٢ حكمة مشهورة
٣ مقتبسة من إقتباس الشاعر من ديوان مرثية النار الأولى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق