السبت، 26 نوفمبر 2016

العقل الصندوق والعقل الشبكة

شبه أحد الباحثين النفسيين عقل الرجل بصناديق محكمة الإغلاق ومنفصلة عن بعضها، إذا أراد الرجل شيئاً ذهب إلى داخل الصندوق ليفتحه ويركز فيه وعندما يدخله؛ لا يرى خارجه. 

أما عقل المرأة فشيء آخر، إنه مجموعة النقاط الشبكية المتقاطعة والمتصلة جميعاً في نفس الوقت، والنشطة دائماً. كل نقطة متصلة بجميع النقاط الأخرى، مثل صفحة مليئة بالروابط، مثل الشبكة العنكبوتية. 

يمكنها بذلك عمل أكثر من عمل في آن، ويستحيل لرجلٍ عمل ذلك! 

هذه الدراسة مصدرها مجلة بسلم 11/2011. لعل هذه النظرية تفسر تفاعل المثقفات والمتطوعات أكثر من المثقفين والمتطوعين مع مبادرة ضياء الثقافة، ولقد وجهنا السؤال لمجموعة من المؤلفين والمتطوعين من الجنسين: لماذا تفاعل الجنس الناعم أكبر؟ 

يرى فهد التميمي أن المرأة تتغلب على الرجل بالعلم والثقافة؛ وذلك بسبب القراءة والمطالعة الدائمة اللتين يفتقدهما الرجل بسبب طبيعة حياته العملية السريعة. 

كما أن بعض الرجال - في نظره - لا يفضّلون أن يضبطوا تصرفاتهم أو قراءاتهم، والسبب الأخير أن كثرة نشاطات الرجل تتفوق عليها قلة النشاطات النسوية، التي تمنحها القدرة على الانتقاء. 

وعلّل الدكتور سعود اليوسف، والأستاذ خزام الشهراني ذلك بسبب ضيق وقت المثقفين، وارتباطهم بأعمال كثيرة. قد تعوق تفاعلهم المأمول. 

وفي رأي مغاير، يرى إبراهيم الحقيل أن المرأة قد تكون متحفظة في الظهور العام والتواصل المباشر مع الرجل؛ لذا يكثر وجودها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. 

ويحلِّل الأستاذ حسين المكتبي سبب ذلك برأيٍ علمي بقوله: 

حسب علم النفس تركز المرأة وتهتم بنشاطات القراءة والكتابة أكثر من الرجل. 

وفي رأي محايد تشرح سبب الظاهرة أمل طوهري بقولها: 

في المرحلة الأولى للمبادرة ستتفوق المرأة لملاءمة طبيعة المبادرة لنوعية حياتها، ودقتها في التفاعل مع القضايا الفكرية وذلك لتوفر الوقت والجهد. 

بينما الرجل مطلع أكثر، ويتفاعل مع أنماط ثقافية مختلفة ومتعددة؛ فقد يكون له دور بعد التأسيس والانتقال لطور آخر يحتاج للعملية والسرعة اللتين تلائمان طبيعة الرجل. 

ويرى كل من أمل عبدالله، وهشام فقيري أن تفاعل المرأة ناتج عن طبيعتها العاطفية المعطاءة. 

سحر أحمد متطوعة في أندية القراءة الخاصة تقول: 

تفاعل الرجال في الميدان وإلكترونياً أضعف من المطلوب، وذلك يعود لطبيعة الرجل؛ فغالباً ما تكون اهتماماته والتزاماته اليومية محصورة في نطاق معين، قد تكون روتينية نوعاً ما.. 

كما أن حياته خارج المنزل أكثر قد تؤثّر على مشاركته، مع أن قلة من الرجال يكون عملهم متقناً ومتميزاً. 

وأخيراً من تعاملات أعضاء فريق ضياء الثقافة جل الأدباء ذوي الباع الطويل والأكاديميين والمتطوعين يفضّلون العمل الثقافي والاجتماعي ضمن تنظيم رسمي حكومي أو شبه رسمي من شركات أدبية عملاقة، بعكس تعاملنا معهن من الأديبات والأكاديميات والمتطوعات.. فهنَّ يفضّلن العمل المبتكر المتجدد لخدمة المجتمع من بوابة المعرفة. 

السؤال هنا إلى القراء: كيف نكسب المثقف والمتطوّع ليكون ضمن حركتنا الثقافية، الموجهة للمجتمع كافة، والشباب خاصة؟ 

- محمد بن إبراهيم بن زعير

الخميس، 20 أكتوبر 2016

تغريدات على جدار تويتر 7

يحدث أن الذكرى أغلى ثمناً من الواقع السحيق.

----

نقش على الحجر.أضفت محيط الجمال إلى الخليل حضورك باهر الطلة، ماذا تبقى من الأنوثة لنساء العالمين؟!


محمد بن إبراهيم بن زعير 

الخميس، 13 أكتوبر 2016

الأمسية القصصية لدكتورة زينب بنت إبراهيم


امتدادًا لنشاطات ضياء الثقافة، نظمت
مساء الأربعاء٥/محرم / ١٤٣٨هـ الموافق
 ٤/ أكتوبر / ٢٠١٦ م أمسية قصصية نسائية، للدكتورة "زينب بنت إبراهيم" بإدارة
الأستاذة "سناء الغامدي"، بعنوان كتابها "فتاة اسمها ثرثرة"، وتجربة الكتابة الإبداعية.
وذلك بضيافة مكتبة الملك فهد العامة بجدة، وأشرف على تنسيق وتنظيم الأمسية فريق من الأخوات المتطوعات برئاسة
أ. أمل السويداء، وعضوية هند السويداء ،
المصورة/ مها الشهري، المصورة/ لمى الشهري، ،
مشكورات على جهودهم الفذة.
تحدثت المحاضِرة عن المراحل التي مرت بها في الكتابة وذكرت مقتطفات من كتبها، وبتعليق أحد القراء على كتبها الذي نشير له هنا: 
باذخة اللغة، مبتكرة التراكيب، موسيقية المفردات من أول حرف إلى آخر حرف.
تشرفت ضياء الثقافة بحضورٍ من الحقل الجامعي:
د.أميرة كشغري، د.إيمان تونسي، د.خديجة تركستاني،
د.نادية خوندنه،أ.سهى السوداني، الإعلاميتين: د.نادية بخش، الصحفية أ.عاتكة ملا ،
والكاتبات: أ.سناء مهدي، أ.فايزة الغامدي،أ.مريم الزهراني عضوة النادي الأدبي بمكة
،أ.سميرة الشريف، أ. أمل الحامد، والمهتمات بالأدب والثقافة
نشير إلى أن أمسية ضياء الثقافة القادمة هي حوارية 
مع المؤلفين الشباب، والإعلامي والأديب ثامر شاكر 
بمكتبة الملك فهد العامة بجدة مساء الأربعاء 26/ أكتوبر 
نسعد بحضوركم، وهي مخصصة للضيوف الرجال .


الأحد، 9 أكتوبر 2016

تغريدات على جدار التويتر 6

يقتضي قانون الصلابة أن تظهر شامخاً والدمع يخنق مقلتيك ولا يتنفس.
يقتضى القانون الروحاني التوليد من فحم الهم إلى ألماس النجاة.

محمد بن إبراهيم بن زعير.

المأمول من وزراء الثقافة الخليجيين

نتطلع من اجتماع وزراء الثقافة الخليجيين  _نحن أعضاء مبادرة ضياء الثقافة التطوعية لدعم المؤلفين الشباب_ إلى:
١_ أن يقوى المشهد الثقافي في دول الخليج عامة، وليس بعض الدول فقط. ونقترح تأسيس دار نشر خليجية تتبع لوزارات الثقافة الخليجية: مُحكمة التقييم وتعرِّف بالمؤلفين الشباب وتدعمهم؛ لأن بعض دور النشر الخاصة غير واضحة المعايير في النشر والإصدار، إضافةً إلى التكلفة العالية على الشباب. 
٢_ المهرجانات والجوائز الثقافية، من خلال تأسيس مهرجان ثقافي مشترك بين دول الخليج، يقام كل سنة في دولة من دولها. على سبيل المثال ليس الحصر:
سوق عكاظ-المملكة العربية السعودية، جائزة
محمد بن راشد للغة العربية- الإمارات العربية المتحدة،
مهرجان ربيع الشعر- تحت تنظيم مؤسسة عبدالعزيز بن سعود البابطين دولة الكويت، جوائز ومهرجانات كتارا- دولة قطر.
٣_ دعم فئات المجتمع الخاصة بالكفيفين، وذلك بنشر الكُتب الثقافية والعلمية والدينية الحديثة التي تطبع بطريقة برايل المناسبة للكفيفين؛ لأن المراكز الخاصة بخدمتهم في بعض الدول لا تغطي إلا الشيء القليل من الجانب الثقافي لهم.

الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

الملك سلمان و الثقافة

هي نمط متكامل من المعرفة البشرية، والاعتقاد، والسلوك الذي يعتمد على القدرة على التفكير الرمزي والتعلم الاجتماعي.
كذلك مجموعة من الاتجاهات المشتركة، والقيم، والأهداف، والممارسات التي تميز مؤسسة أو منظمة أو جماعة ما.
التعريفان السابقان هي تعريف لثقافة مصدرها من الويكبيديا و ليست الوحيدة يوجد لها تعاريف تغيرت مع مرور الزمان  و إختلاف المكان 
51 

من رواد الثقافة رغم المهام الثقيلة في إدارة المملكة العربية السعودية داخلياً و الحرب على حدودها  
لم يهمل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز  حفظه الله جانب الثقافة و الإبداع للأهميته في حياة المثقفين و المواطنين من أبرز أعماله 
الدعم السخي لنوادي الأدبية المتمثل في مبلغ عشرة ملايين ريال لكل نادٍ والذي سيوظف لخدمة الأدب والثقافة. 
100

ثم  صدور الأمر الملكي في إنشاء هئية العامة للثقافة 
المتناغمة مع رؤية المملكة 2030 
لم يكتفي استمر حضوره على المشهد الثقافي و يتمثل في "رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مؤتمر الأدباء السعوديين الخامس المقرر إقامته خلال شهر صفر من المقبل 1438هـ في مدينة الرياض ، وعنوانه الرئيس «الأدب السعودي ومؤسساته : مراجعات واستشراف ما بين (1400 - 1437هـ / 1980 - 2016م )"  واس
153

و أخيراً نهاية لمقالي و الذي عرض نبذة عن أهم ما تم القيام به للفنون الجملية و العلوم الإنسانية يتوج 
بمركز الملك سلمان للشباب
الذي يهتم في دعم المبدعين الشباب في كل المجالات و المبادرات الإبداعية الشبابية و 
رئيس مجلس إدارة المركز صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس إدارة المركز الذان يمثلان روح القيادة الشابه و الأفكار المتجددة التي تصب في مصلح الوطن الشاهق في قيادته ثم شعبه .

محمد بن إبراهيم بن زعير  

الجمعة، 12 أغسطس 2016

(نصوص ضياء الثقافة تحت مجهركم 2 )


 

يرافق العسرَ يسرٌ، ويوشك النجاح أن يبزغ فجرًا لمنتظريه.


بيد أن العمل الدؤوب، والجهد الحثيث يلزمه دعمٌ يوازي الطموح أو يفوقه رؤية نافذة..

وإن هذة المجلة الثقافية من أعمق منافذ الدعم لمبادرتنا الثقافية.

وما من عملٍ يعوز أي مشروع حديث، مثل الدعم والرعاية: معنويةً كانت، أو مادية.

ما مـرّ بي قـلـقٌ إلا وأنـقـذني..

”بـيـتٌ“ يحـوّلُ أحزاني لأفراحِ..

سيفتحُ الله باباً كنت تحسبهُ..

من شدة اليأس لم يخلق بمفتاحِ

الشاعر/ زين عبدالله 

 

أتشرف باطلاعكم على الجزء الثاني لمقالي السابق، الذي هو عبارة عن مجموعة نصوص منتقاة للقراء المحترمين عامة، والقارئ المثالي بشكل خاص. 

ومن أهم ميزاته بوصف ( ألبرتو مانغويل )

من كتابه ( فن القراءة ):- 

-القارئ المثالي يخلخل النص، القارئ المثالي لا يسلّم بكلمات الكاتب. 

-القارئ المثالي قارئ تراكميّ: كلُّ قراءة لكتابٍ من الكتب تضفي على السرد طبقةً جديدة من الذاكرة.

كذلك لنقد وتقويم الأكاديميين والنقاد.. 

١-ومضة أدبية بعنوان ( اللوحة ) من كتاب ذكريات تسعينية 

الكتابة / ساره كرم 

نظر إلى لوحة الفنان الملحد، وقف أمامها حائرًا لا يعرف كيف يُضفي عليها لمسة إيمان، غَيَّرَ الزاوية غَيْر مرة وأمعن النظر مجددًا، كاد أن ييأس لولا أن تسرب إلى بؤبؤ عينيه فجأة شعاع ضوءٍ يخرج من بين الثنايا والألوان، هناك كان الله الموجود في كل مكان مستقرًا فيها!

-

٢-ومضتان أدبية من رواية ( المحلّ )

للكاتب عبداللطيف النصف

أ- نقوم بشراء أشياء لاحاجة لنا بها هي حاجتنا لنسعد بشيء أكثر منه.

ب- إلتزّ الخطأ والصواب معاً أخال أنني لا أميز بين هذا التوأم.

-

٣-أ. ثامر شاكر، عاشق من العالم الثالث 

نص نثري ( لحظةُ جُنون .. لحظةُ صِدق .. )

لاتعشقي نجاحي فهو زائل، 

ولاترافقي خطواتي، حتماً سيهرم الجسدُ الثائر..

أحبِّي قلبي، وانصُتي لعينيّ 

واسكُني بسمَتي 

وداعبي أصابِعي

وشاغِبي خطوط كفِّي

فهذا أجمل مافيِّ وأبقى ..

أنا عاشِقٌ بسيطٌ بين يْديك

وليس أكثر..

٤-أ. أحمد الغزي، كتاب مس 

شذرات من نص (غربال الأيام )

ظننتهم أصدقائي، وغرتني ابتساماتهم وحديثهم المعسول.

وبهرني بريقهم المزيف. فاصطفيتهم ليكونوا رفاق

سفرٍ في طريق الحياة. 

وفجأة، أتى غربال المواقف الصعبة فأسقطهم من حياتي، بعدما أثبت لي أن للنحاس بريقاً يغلبُ بريق الذهب.

-

أتمنى لهذه النصوص أن تكون ملهمةً لكم، للقراءة

 أو الدراسة.

أيها السادة والسيدات، أنتم أهم إنتاج للعملية الإبداعية 

التي يسعى المبدعون للظفر بها، ويستحقون الفرصة للانتشار من خلال آرائكم.

 

 

محمد بن إبراهيم بن زعير 

 

الخميس، 11 أغسطس 2016

نصوص ضياء الثقافة 1

١-قصيدة (مخطوطة للمتنبي لم تحقق بعد)
من ديوان (صوت برائحة الطين ) 

خيلُ الهوى يا رسولُ

بَلِّغ الشامَ أنني متبول

إن عندي من المواجع ما يشفعُ

لي عند حُبِّه يا رسول

أنا عندي جوىً وسهدٌ وشوقٌ

ورحيلٌ وعبرةٌ ونحول

بَرَدَى.. يا ضفيرةً في دمشقٍ

أنت لحنٌ مِن عطرها مجدول

علّمتني الهوى دمشقُ أيا (حسناءُ)

ليلٌ غافٍ وخدٌّ أسيل

فصِلِيني بكبريائي، فإن أَنْحَنِ

تُسرَجْ إلى الفراق الخيول

اعتيادي على الرحيل مُقامي!

ومُقامي -أيّان كان- رحيل!

وأنا فصلٌ خامسٌ أين أمضي!

كيف تأتي في بعضهنَّ الفصول؟

إنّ أقسى من القنوط من الناس

حياةٌ يَحُوْطها التأميل

أنا فيهم قصيدةٌ من حروف الشمس

أوهى أبياتَها الترتيلُ

أنا رؤيا.. غموضُها في رُؤاهم

وغموضاً يزيدها التأويل

موجِعٌ أن تكون أغنيَّةً تَهطل

ضوءاً وأنّك المجهول!

هكذا كنتُ وردةً واتّقاداً

فصَليلٌ في داخلي وهديل

في يراعي أذبتُ خفقَ الضحى..

أنْحتُ صوتي في قامةٍ لا تميل

ذروةُ الظلم أن تعيش تَبوعاً

وانتظارُ الآتي، وفِكرٌ كسول

وإذا الخيلُ ما عدَتْ في سوى المضمار؛فالكلُّ صهوةٌ وصهيل

ظامئٌ للضياء، أستاف من هالة

شمسٍ هي المُحول المُحول!

إنّ في داخلي طيوراً من الحرّية

الجرحِ ما لهنّ نزول

لانتجاعي حرّيتي وطني أينع

في مُجدبِ الحقولِ الذبولُ

غربةٌ أرهقَت حروفي، مسيرٌ

لمسيرٍ.. أَشَدُّ منه الوصول!

وطني غربتي إذا ما تبدّى

مُنهَكاً مِن عُقم الصحارَى الهطولُ

أنا لي صوتيَ الذي هو صوتي

وركوبي موجَ الصدى مستحيل

من شموخي يُهَزُّ جذعي، كما يُغدِق

من عِذق كبرياءَ النخيلُ

د.سعود بن سليمان اليوسف

-------

٢-  قصيدة ( نقيضان )من ديوان (سيرة الشجن )

 

يا لهذا المساءِ..

تراتيله ما تهجـَّى طلاسِمَها كاهِنٌ

لكأنَّ المدى ورقٌ

والحنينَ ثقابٌ

وكلَّ القصائدِ

نكهتها كالرَّمادْ.

 

قد أتيتُ بميزانِ أخيِلتي

لأكيلَ لمَنْ أهرَقـَتْ خافقي

ما تيسَّرَ من نابضاتِ حروفي

فطَفـَّفَني الوعدُ

والصبحُ

والانتظارُ

وخيطٌ من الدَّمعِ

أنشرُ فيه غسيلي من الحزنِ

علَّ الهدوءَ يعودُ

إلى أعيُنٍ

لم يعُدْ في قواميسها

مفرداتٌ

لإيصالِ معنى الرُّقادْ.

 

إنني شاهدٌ

في جريمة قتلي

ومُتـَّهَمٌ

ومُدَانٌ

تمزَّقتُ بيني وبيني..

أنامُ ولكنْ بغير عيوني

وأغسِلُ غيرَ يديَّ

توزَّعتُ بين نقيضينِ

بينهما ألفُ وادٍ

ووادْ.


د.محمد السقاف 


------

٣-قصيدة ( يمرُّ العامُ بعدَ العامِ ) 

يمرُّ العامُ بعدَ العامِ 
يقتلُني ضجيج الريحٍ في الصحراء
وَلا كهفٌ يُواري سوْأتي 
لا جذْوَةً في الوادِ أرقُبُ 
لا عَصاً تقتادُ نورَ الله 
عُبابُ البحرِ يجثو فوقَ راسَيتي
 أجاجاً مغدِقاً أفعاهْ
تشظّت منهُ كلُّ نَوارِسي ظمأى
ترامت ثمَّ تُسبى ، لا صُراخَ يَشُدُّها
وتظلُّ تحبوا نحوَ وقتٍ تاهْ

يمرُّ العامُ لا  يُسرايَ لا يُمنايْ
ولا أرجوحَةٌ تهفو لًها عينايْ
وَلا أفقٌ بهِ قمري 
وَلا ورقٌ على شَجري
وعزفي جُسْتُهُ في النايْ
لذاكَ اللحنُ نيْروزٌ تَملَّكني  
فهل للعامِ ما قد ظلَ يسرقُني ؟!




يمرُّ العامُ بعدَ العامِ 
لا مرآةَ أنظرُها وتنظُرُني .. !
ففي رؤيايَ أسقمَةٌ ،
 وَذاكَ الضوْءُ يكسرُني
على الأطلالِ شكلُ الصبحِ منهزِمٌ
فُـتــاتَ الطينِ ألمحُني !!

يمرُّ العامُ بعدَ العامِ .. لا كنّا وَلا صرنا ..
وَفي رؤيايَ أندَلُسٌ
زخارفُ عشقِنا غابت وقد غِـبـنا ..!
وفي رؤيايَ  كلُّ مدينةٍ للحزنِ تُبنى..

لا أرى إلاكَ نعشي ؛ سندِباداً جفَّ عنهُ النيلْ
يمرُّ النعشُ في حطّينَ حتى بابلَ السّمراءَ حتى آخرَ المنفى 
ويعصِفُ خافِقي سجّيلْ
وَلي معشوقةٌ كشفت سَديلَ الروحِ عن جَسَدي 
وَصوتُ بُكائِها ترتيلْ
تُتَمتِمُ بضعَ آياتٍ وَتسرِقُ قُبلَةً أخرى 
وَترحَلُ دونَما إكليلْ !
وَأبقى في ظلامِ التيهِ بطنُ الحوتِ يحمِلُني
وَيقذِفُني إلى ما شاءَ يقذِفُني 
وَينقُشُني رُسوماً من رُؤى أربيلْ 

هُنا الأنباطُ قد نَحتوا 
جِبالَ الصخرِ في جلمودِها الأزَليّْ
هناكَ الغارُ وحيُ اللهِ للأمّيْ
هُنا روما تراقِبُ جيشنا المكّيْ
هُناكَ القدسُ والمفتاحْ
وَقِصّةُ عهدِنا العُمَريْ
هُنا يا أمّتي التاريخ
يَشدُّ لجامَهُ العَرَبيْ

هُنا وَهُناكَ أصْدائي 
وَخيْلي في المَدى تصْهل
هُنا وَهُناكَ صحْرائي 
وَهاجَرُ لم تَزلْ تحبلْ 
هُنا وَهُناكَ لي نارٌ وَلي جدولْ
وَلي سمتٌ هُبوبُ الشرقِ تسطَعُهُ
وَذاكَ الغربُ ظلّي عندَهُ يظهرْ
وَلي ما حازَهُ كِسْرى 
وَلي ما حازَهُ القيصَر ْ
وَلي قمحٌ مُحمّلَةٌ سنابِلُهُ
هُنا وَهُناكَ لي سَعْفي ، وَلي مجدٌ أبارِكُهُ
ولي وقتانِ يحتدمان ، وقلبٌ هَدَّ صاحِبَهُ 
ولي حلمٌ يحاصِرُني 
يساوِمُني ؛ أحاصِرُهُ .. 
ولي اسمٌ كما الأسماء ، ولكن لستُ أعرِفُهُ !!
ولي أسطورةُ العنقاء ،
 وبُعدٌ هئتُ أقرُبُهُ 
وَلي ما صارَ لي  
بئرٌ وَذئبٌ ظلَ ينهَشُني 
وَلي ما صارَ لي 
سبعٌ عِجافٌ لا أرى نقشي
وَلا بلقيسَ تدنو الآنَ من عرشي
وَحيداً في المَدى أمشي
وَعيْني جارَ مِكْحَلُها 
وَسادَ الدّودُ مِنسَأتي 
دُروبُ الخوفِ أسلُكها 
فَكم يا ربُّ كم أمشي ؟!
فكم يا ربُّ كم أمشي ؟!

م.أحمد الوراقي 
---------

٤-(فلسطين) من ديوان ( شيء من هذا الوجع )

فلسطين هذي العيونُ شرابُكْ
وذا القلبُ يعشقُ منك ترابَكْ
رويت فلسطين من أدمعي
بل رويتُ بحبٍ قلوبَ الـورى بكْ
فكوني مدارَ الصمودِفمنـهُ 
شبابٌ وخير الشّبابِ شبابُكْ
وقدسّ كلــؤلؤةِ الأرض طـرًّا
سيكشفُ عنكِ يقينًا ضـبابُكْ
وتنزفُ جرحا أبيًّا صبورًا
ويروي تجاعيدَ وجهي سحابُكْ
ستبقين ملهمةَ الشّعرِ دهراً
فدهراً إلى أن يجفَّ كتــابُكْ 
بتحرير زيتونةٍ في الأقاصي
 ويستيقظ المجدُ والمجدُ بابُكْ

د.نورا مرعي 

---------

٥-نص روحانيات 

يا الله


يا الله من سواكَ يَعرفني


ويعرفُ ما لا أرتَضي


من سواكَ يَسمَعُني


يعرفُ رُشدي وسذاجتي


كم تدّجَجَ بالغادرين


عُمري


وكم طِيبتي تحكُمُني


تعلمُ أني من الكادحين


وما طلبت من المال إلا مايَكفني




ومن العشقِ إلا مايَحمني


حفظت المقامات.


كسبت الحاقدين


حدثتُ كل الناس خوفا من كِبر


أسيدي القلم قلبي وراحتي


وما كانت غايتي؟


سُؤلي محبة الناسّ لا الغِنَى


لم العذل إذا


مُلتَج


في الحروب


لأغتنم طيب النّفوس فوالله


ما وضعتُ الدُروع


ضاقت بي الارض


بين الجنون.


والحرف المجون


إراقة الحِبر


على روحي تَقضي


كَم غايَة بك أدركتُها دونَ صِعاب


كم ناجيتُك دون حِجاب


كم نَشرتُ قِيمَ الأخوةِ بين الأعراب


فمن أي زمان أنا؟


تشبثتُ بأحبابٍ


رغمَ أنهم أغلقوا بوجهي ألف باب


فمن أي زمان أنا؟


ما أردت سوى


أن أكتب في الهَوى


وما ظمئتُ إلا


في لغتي


ووشمتُ في دَمي مُخيلتي


وإتخذتُ بيوتَ كلِ الخلقِ صَومَعتي


وما أملِكُ سِوى أدعِيتي


ومحبةُ عائلتي


لم أنتسب لا لأرض ولا لسماء





حملتُ الطيب من أقاصِي رُوحي


لزقاقِ قلبي كلُ صِفتي


أنسلخ لحميّ من شدةِ صَرختي


من الحزنِ و حَسرتي


ومامشيتُ سوى بمحاذاةِ أروقتي


فأصهلُ في مربطِ قربكَ


بصوت شاهقٍ بك أستجير.


تَداركتُ


التلعثمَ في محبرتي


وعقلي اليوم يُهادن تَمتماتي


فوحدك من يسمعُ الشَكوى


دون حَاجةٍ أو مبتَغى


م.ولاء زيدان 


------

٦- نص (يُحكى أن ...!! )،من كتاب

(حكاية بنت تسمى ثرثرة )

يُحكَى أنّ … هناك مشاعر نافرة , تأبى الانصياع للواقع, فتمردت على ماهو 
مألوف طلبا لفضيلتها المفقودة, انكسرت الكلمات على قارعة طريق الحكاية التي 
تأبى إلا أن تعيش في غفوتها وغفلتها متوارية عن أنظار اللغة ,باحثة عن فضاء 
يحوي قنوطها القلِق المنفعل , تغفو الأفكار تحت شجرة “أكاسيا ” تستجير
بداخلها ترتل أنغامها الفطرية .
يُحكَى أنّ … الخليقة بدأت بـ اثنين ” ذكر, أنثى” يعيشان بتوافق متوازٍ , يدوران 
حول بعضهما كشمس وقمر , يحملان صورا فوتوغرافية عددها ستة تحكي قصة 
الآخر منذ أن كان صفرا , ليصلا إلى حالة تتلاشى فيها من حولهما كل مظاهر 
الحياة , فتتحد روحهما في نرفانا سماوية عالية .
يحكى أن … روحا تسامت فوق كل شيء , حتى وصلت إلى سماء اجتمع فيها كل
ألوان الحب, فغرقت بالألوان .
يحكى أن …شاعراً قدم هجاء حارّاً للحياة , فغضبت عليهوزلزلت الأرض من تحت 
أقدامه , ولكنه لازال في غيّه , يهجو ويهجو …فطبيعته العنيدةتفوقت على غضب 
الطبيعة .
يُحكَى أنّ … حبا غير متكافئ بدأ وتصاعد دثرّ الحبيبة بكنزة بيضاء كالياسمين ,
رذّ عليها قطرات من ليمون العشق , وتحت رواق الحب قال لها : عيناك تبشران 
بقدوم الربيع, ثم تركها ورحل , كانت تقرأ في عينيه ما اختبأ من طفولته , ثم 
سرقت ضحكة نقية باسترسال ,واستسلمت لوجع الزمن , محتضنة حلماً ناقصاً …!! 
د.زينب إبراهيم 

-----

٧-من ديوان عندما يكون الحُزن لطيفاً قصيدة ( شُعلة ) 

في وقت مضى 

لم تكن ترغب سوى بالقليل من الوهج 

يشرق على جبين صباحها 

ليلقي بالرّماد جانبا 

يعرّى الملامح من الدهشة 

و ما بين موعد وصمت 

أراها تسير نحو الضوء كفراشة


أ.أروى المهنا .